عام على “ردع العدوان”.. قرار للأبطال ونتاج نضال طويل

الوحدة – رئيس التحرير

يصادف اليوم الذكرى الأولى لمعركة “ردع العدوان”، الحدث الذي كان يمثل أكبر عملية عسكرية ناجحة في تاريخ الثورة السورية ومحطة فارقة أعادت تعريف المشهد السوري، وأكدت أن القرار في تحرير البلاد من الطغيان كان سورياً ثورياً نابعاً من الداخل ومن مؤسسة ثورية حملت همّ المظلومين وصمودهم بعيداً عن أي رأي خارجي بالبدء.
ما جعل تلك المعركة مفصلية هو أنها لم تكن ثمرة إملاءات خارجية أو تفاهمات دولية، حيث اختار أبناء الثورة قرار وقف استنزاف المدنيين في إدلب وشمال البلاد.
هذه الحقيقة هي الرد الأوضح على كل الروايات المشككة التي حاولت نسب الإنجاز إلى تفاهمات أو دعم خارجي، بينما الواقع أثبت أن التحرير كان محلياً بامتياز، ومن أهم ما يدل على تفرد الثوار بالقرار هو الوقت الذي كانت تتحدث فيه بعض الأطراف الدولية عن “تغيير السلوك” أو إعادة تأهيل النظام، إلا أن الأهم في أسباب النجاح هو عنصر السرية، التخطيط الطويل، واستغلال انهيار معنويات قوات النظام، كلها عوامل محلية بحتة، جسّدت قدرة السوريين على فرض وقائع جديدة رغم خذلان العالم.
الأهم أن هذه المعركة كانت حصيلة 14 عاماً من العمل والتضحيات، ومن الوعي الشعبي الذي تشكل منذ انطلاق الثورة، إلى التنظيم مروراً بصمود مؤسساتها، وصولاً إلى البناء الاجتماعي الذي رسخ فكرة أن الحرية ليست شعارات إنما مشروع حياة.
من أبرز ما ميّز “ردع العدوان” هو التزام قيادة المعركة بعدم التعرض لمن يلقي السلاح، وهو ما خلق أثراً إيجابياً مضاعفاً دعم التقدم إذ عجل باستسلام قوات الأسد المجرم وطمأن السكان الذين عانوا سنوات من البطش الأمني، حيث كان هذا تفصيلاً أخلاقياً هاماً في هندسة المعركة نفسها، ومن رؤيتها لمستقبل البلاد، لقد أرادت القيادة أن تؤكد أن التحرير مشروع اجتماعي وسياسي يضع الإنسان في مركزه.
اليوم، بعد عام على الحدث، تبدو “ردع العدوان” أكثر من انتصار عسكري إنها إعلان عن ولادة معادلة جديدة في سورية لا حصانة لسلطة فقدت شرعيتها، ولا قوة تستطيع الصمود أمام شعب قرر أن يوقف العدوان على أرضه، بقراره المستقل، وبمسار نضالي طويل امتد لأكثر من عقد من الزمن.
أثبتت تلك اللحظة أن أي محاولة لإعادة إنتاج النظام أو فرض وصاية خارجية ستصطدم بإرادة الثوار الذين أثبتوا قدرتهم على صناعة واقع جديد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار