الوحدة _ ربوع ابراهيم
٢١٠ مليون دولار أمريكي كانت حصيلة التبرعات الأهلية في حملة “فداءً لحماة”، هي حلقة إضافية ناصعة في سلسلة الحملات الوطنية والأهلية التي انطلقت في محافظات سورية عدة، وتهدف إلى جمع التبرعات، والمساهمة في إعادة الإعمار.
لم تقتصر حملة “فداءً لحماة” وغيرها من الحملات على جمع التبرعات فقط، وإنما تهدف إلى المشاركة الحقيقية في إعادة بناء الحياة عبر مشاريع التمكين والعودة، وترميم وتأهيل البنى التحتية في الريف كما في المدينة.
ولكن لحماة مدينة أبي الفداء خصوصية، فهي حماة الثورة والتاريخ والكرامة، حماة الجرح النازف في الجسد السوري التي يليق بها من الجميع الوفاء لأنها كانت العلامة الفارقة في الثورة على الظلم والاستبداد، وكذلك سيكون لها الدور والريادة في إعادة البناء والإعمار.
هذه الحملات هي أصدق تعبير عن استعداد السوريين للتضحية والبذل دائماً، فمن يبذل الأرواح والدماء فداءً للوطن يبذل الغالي والنفيس لإعادة بنائه، وكذلك عبر الإسهام في الاستثمار بالإنسان من خلال تجسيد ثقافة العطاء والمسؤولية الوطنية، ورأينا كيف يتكاتف أبناء حماة بالتبرع، ومن كافة الأطياف كما رأينا مساهمات مؤثرة لمؤسسة الآغا خان، ومطرانية حماة للروم الأرثوذوكس.
وكما تميزت “فداءً لحماة” بالحضور الرسمي والمجتمعي الواسع، ازدانت بالحضور المؤثر للسيد الرئيس أحمد الشرع الذي أبى إلا أن يشارك حماة أفراحها، وأكد في كلمته بالمناسبة عن دور المدينة وتضحياتها، وأن حماة كما أعطت الدروس في التضحية والفداء يجب أن تعطي الدروس في البناء، فيما أشار سيادته إلى أن تحديات البناء هذه تتطلب وحدة السوريين، وتضافر جميع جهودهم في معركة البناء والازدهار.