الوحدة – ديما محمد
يعد مشفى القرداحة الوطني أحد الركائز الأساسية للرعاية الصحية في المنطقة، حيث يقدم خدمات طبية متنوعة للمواطنين على مدار الساعة، ويواصل المشفى تقديم خدماته الطبية ويعكس التزاماً كبيراً بتحقيق الجودة في الرعاية الصحية رغم التحديات.
في لقاء مع صحيفة “الوحدة”، تحدث الدكتور أيمن غصنة مدير المشفى عن أبرز الخدمات الطبية التي يُقدمها المشفى والتحديات التي يواجهها، قال: يوفر مشفى القرداحة الوطني مجموعة واسعة من الخدمات الطبية، تشمل العديد من التخصصات الأساسية مثل الإسعاف والطوارئ، والعيادات الخارجية، بالإضافة إلى قسم الأشعة الذي يوفر خدمات التصوير الطبي مثل الإيكو والطبقي المحوري، كما يقدم المشفى خدمات غسيل الكلى بشكل منتظم، ويعتمد على قسم المخبر لتقديم التحاليل الطبية الدقيقة.
وأضاف د. غصنة: رغم هذه الخدمات المتكاملة، يواجه المشفى العديد من التحديات التي قد تؤثر على جودة الرعاية المقدمة، وأبرزها: نقص بعض التخصصات الطبية( عصبية، صدرية، كلية)، مما يعرقل قدرة المشفى على معالجة بعض الحالات الحرجة وأيضٱ نقص وسائل النقل، حيث يعتمد المشفى على باص واحد فقط لنقل الأطباء من اللاذقية إلى القرداحة، ما يحد من قدرته على تلبية الاحتياجات الطبية بشكل سريع وفعّال.
وأشار د. غصنة بأن المشفى، يسعى رغم هذه التحديات لتحسين خدماته، فقد أضاف مؤخراً أجهزة طبية جديدة، مثل جهاز غسيل الكلى وجهاز تحليل الشوارد، مما يساهم في رفع مستوى الرعاية الصحية، كما يحرص على تدريب الكادر الطبي بشكل دوري بالتعاون مع مديرية صحة اللاذقية لضمان تقديم أفضل خدمة للمرضى.
وأثنى الدكتور غصنة على جهود كوادر المشفى التي تعمل كخلية نحل، حيث يتعاون الجميع بكل طاقاتهم لتقديم أفضل ما لديهم من قدرات بشرية، بهدف تخفيف معاناة المرضى.
من جهته، أكد المدير الإداري ذو الفقار الراعي أنه بالرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها مشفى القرداحة، إلا أن هناك العديد من التحديات الإدارية التي تؤثر على سير العمل، ومن أبرز هذه الصعوبات: نقص في الكوادر العاملة، مثل عمال النظافة والمستخدمين، مما يزيد الضغط على الكوادر الطبية والإدارية ويؤثر على بيئة العمل في المشفى، وأيضٱ نقص في سيارات الإسعاف: حيث يتوفر للمشفى سيارة إسعاف واحدة فقط، ما يشكل عائقاً أمام استجابته السريعة للحالات الطارئة، خاصة في أوقات الضغط.
ويتم جمع إحصائيات شهرية حول الحالات الطارئة والعيادات الخارجية وجلسات غسيل الكلى، مما يساعد في تقييم الأداء وضمان استمرار تحسين الخدمات، هذه الإحصائيات تتيح للمشفى فرصة تحديد أولويات التحسين وتوجيه الموارد بشكل فعال.
مشفى القرداحة الوطني هو مثال حي على التحدي والإصرار في تقديم خدمات صحية متميزة رغم الصعوبات الاقتصادية والإدارية، ورغم النقص الحاد في بعض التخصصات الطبية والموارد اللوجستية، يظل المشفى واحداً من أبرز المؤسسات الصحية التي تواصل تقديم الرعاية الطبية للمواطنين في المنطقة، ومن خلال الاستمرار في تحسين خدماته وتوفير التدريب المستمر للكوادر الطبية، يبقى الأمل قائماً في تحسين الوضع الصحي في المستقبل.
