التربية الأنسب للأبنـــاء. . العقاب والثــواب متوازيــان مع أفعالهــم

العـــــدد 9426

الإثنـــــين 16 أيلــــول 2019

التربية الحديثة ترى أن استخدام العقاب الجسدي أسلوب غير تربوي بل هو محبط ومدمر للعلاقات بين الأب والأم وأبنائهما.
فإذا عمد أحد الأبوين إلى هذا الأسلوب عليه أن يعي تماماً أنه يدمر ابنه أو ابنته لأن الأصل في الأبوين حماية الأبناء من أي أذى قد يلحق بهم وأوله الأذى الجسدي ويوازيه بنفس الحجم الأذى النفسي. وللعقاب البدني آثاره النفسية الأكثر إيلاماً من الأضرار الجسدية الناجمة عن العنف وقد يقابل بعنف مضاد إذا كان مع الأبناء وهم في سن المراهقة، ولهذا فإن العقاب في الأصل الهدف منه التوجيه والإرشاد.
والأفضل أن يكون العقاب بحجم الخطأ الذي وقع فلا تكون ردّات أفعال الأبوين بالمزاح أحياناً يعاقبون وأحايين أخرى يغضون الطرف عن نفس الخطأ الواقع، لأن مثل هذا التذبذب لن يأتي بنتيجة.
وأول ما يجب أن يبدأ به هو تعريف المخطئ بخطئه ومحاولة معرفة ما إذا كان خطأ مقصوداً أم عرضياً فإذا كان عرضياً فإن الأفضل هو إنذار وتحذير الابن شفوياً أما إذا كان مقصوداً فإن حرمانه من بعض المزايا التي يتمتع بها كقطع المصروف لمرة واحدة أو حرمانه من الخروج أيام العطلة الأسبوعية بعد عقوبة ذات جدوى.
أما أن يستل الأب عصاه ويبدأ في جلد الابن، فإنه بذلك يخسر فلذة كبده ويدمر العلاقة بينهما تدميراً لا يمكن إصلاحه ،وسيبدأ الابن في تحاشي أية علاقة مباشرة مع الأب ومع الوقت ستنهار الثقة ويحل محلها الخوف والشعور بالدونية لدى الابن.
ومهما يكن حجم الخطأ الذي يقع فيه الأبناء فإن الآباء مسؤولون عنه لأن دور الوالدين يقوم على متابعة نمو الأبناء وتحصيلهم الدراسي ومعرفة المحيط الذي يعيشون فيه ونوع العلاقات الاجتماعية من صداقات ومعارف تحيط بهؤلاء الأبناء.
ولا يمكن قبول معاقبة أب لابنه بعد دلال زائد أو إهمال وعدم اهتمام بمشكلاته الشخصية كما أن على الأبوين ألا يتشاجرا في حضور الأبناء وأن يؤجلا نقاش أية خلافات بينهما إلى الفترة التي يكون فيها الأبناء في المدرسة أو خارج البيت حرصاً منهما على عدم حصول أية آثار سلبية لخلافاتهما على الأبناء ،وحتى لو وصل الأمر بينهما إلى الطلاق. فإن من واجبهما أن يحاولا إفهام الأبناء بأنهما لا علاقة لهما بمثل هذا الإجراء وإنه لن يؤثر في العلاقة بينهم وبين والديهما، إن أهم ما يجب الانتباه إليه هو أن يعيش الأبناء طفولتهم وهم يشعرون بأقصى درجات الأمان وألا يتم تعريضهم لأية تجارب سلبية مع الحرص على تجنيبهم أي عقاب بدني مهما يكن نوعه أو حجمه وأن يتم التركيز على الحوافز بدل قائمة العقوبات فتلك هي التربية الأنسب للأبناء والتي ستكون نتيجتها أسرة متماسكة وأبناء ناضجين جسدياً وانفعالياً.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار