الوحدة – د.رفيف هلال
يقول الفنان السوري علي نفنوف في حديثه لسانا: “أنا سوري وهذا يكفي، لأن أبناء بلدي يحملون الجمال أينما ذهبوا”.
عبارة تختصر فلسفة المشاركة التي جاءت تتويجاً لمسار طويل من الحوار بين الذاكرة والضوء، تجسّدها لوحته “زيزوف وزيزوف” المعروضة ضمن الحدث العالمي “كلود مونيه، الضوء كما لم تره من قبل”، الذي تستضيفه مكتبة محمد بن راشد في دبي.
المعرض الذي يضم أكثر من خمسة وخمسين فناناً من مختلف البلدان، يحتفي بإرث رائد الانطباعية الفرنسية كلود مونيه، عبر أعمال تعيد اكتشاف العلاقة بين الفن والضوء والإنسان.
وفي هذا الفضاء البصري المتنوّع، يحضر نفنوف بريشته ليحمل إلى الضوء ذاكرة بلاده، ويترجمها إلى لوحة تتحدث عن البقاء والأمل، وعن امرأة سورية سبعينية قاومت النيران التي طوقت قريتها، لتبقى شاهدة على أرضها وشجرتها وذاكرتها.
يؤكد نفنوف: أن البياض في العمل هو الأمل، والألوان الدافئة موسيقا الحياة وسط العزلة. أراد أن يستعيد وهج الضوء من قلب الرماد.
وفي تفاصيل اللوحة يظهر بيت قديم وشجرة باسقة وفتاة بثوب أحمر، في مشهد تتقاطع فيه الانطباعية مع الحنين السوري إلى الريف والدفء الإنساني.
ويشير الفنان إلى أن الدعوة جاءت من مكتبة محمد بن راشد ضمن برنامجها الفني، مضيفاً أن “الشرط الأساسي للمعرض هو التعبير عن روح مونيه لا تقليده”، وهو ما فتح أمامه مساحة حرة للبحث في الضوء بوصفه ذاكرة روحية لا تقنية.
الفنان الذي ولد في تلكلخ عام 1969، وشارك في أكثر من ستين معرضاً داخل سوريا وخارجها، يرى في الفن “لغةً توحّدنا في صناعة الجمال”، مؤكداً أن مشاركته في هذا الحدث ليست مجرد حضور فني بل “رسالة إنسانية باسم سوريا”.
وهكذا، من لوحته “زيزوف وزيزوف” التي تولد من رماد الحرائق، يعود علي نفنوف ليضيء ذاكرة الضوء السوري في قلب دبي، تماماً كما بدأ حديثه: “أنا سوري، وهذا يكفي”.