سوريا ..علاقات متوازنة بعيداً عن سياسة المحاور والمناكفات الدولية

الوحدة – يمامة ابراهيم

بديهي القول أن زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأمريكية هي الأهم نظراً لحساسية وأهمية الملفات التي يتم بحثها، والاتفاق على مقاربات سياسية عليها بين الطرفين هذا من جهة، ونظراً لثقل الولايات المتحدة الأمريكية النوعي على الساحة الدولية وإمساكها بملفات السياسة الدولية كمحرك ومحدد لمسارتها واتجاهاتها.
من هنا يتبين أهمية زيارة الرئيس الشرع التي تشكل محطة مفصلية وهامة في مسار العلاقات بين البلدين على اعتبارها الأولى من نوعها لرئيس سوري يزور البيت الأبيض.
الزيارة تعكس سعي السيد الرئيس الدائم والمستمر لبناء أفضل العلاقات مع دول العالم انطلاقاً من فهمه العميق لمعطيات ومتطلبات بناء الدول الحديثة ومستلزمات ذلك على الصعيد الخارجي، وأهمية التواصل والتعاطي الجدي والندي مع الأصدقاء والأشقاء، والاطلاع على تجاربهم، والاستماع إلى مفردات خطابهم السياسي والاقتصادي، وفي كل ذلك يعتمد الرئيس الشرع على ثقافة الحوار كنهج ثابت وراسخ في منطلقات العمل لديه.
سوريا ليست طرفاً في سياسة الأقطاب أو جزءأ من معادلات الاستقطاب وبخاصة بين قطبي موسكو وواشنطن، وهذا ما يتمسك به الرئيس رغم حملات الانتقاد التي ترى أنه نهج يحتمل المخاطر، حيث تحذر بعض الأوساط الأمريكية من عودة روسية هادئة إلى سوريا من بوابة الاقتصاد والطاقة والمرافئ، وهذه الأوساط تستمد مشروعية حذرها من الحقبة السوفياتية والتدخل الروسي في شؤون سوريا.
سوريا تحاول اليوم التأسيس لنموذج متميز في العلاقات الثنائية مع دول العالم، والخروج من عباءة الماضي ووطأته الثقيلة، وهي اليوم تتمسك بموقف يؤكد أنها ليست ساحة مقايضة أو مناكفة في لعبة الأمم، وهي في كل علاقاتها إنما تنطلق من الصالح العام لسوريا، ومن علاقات مشتركة تراعي المصلحة العليا للدولة مثل أمن المتوسط، خطوط الطاقة، مكافحة الإرهاب، منع الهجرة غير الشرعية وغير ذلك.
مرونة الموقف السوري المنطلق من إدراك واع لأي تحولات محتملة في مواقف الدول يدفع السياسة السورية للعمل وفق معادلة المصلحة العليا للدولة التي تراعي أهمية بناء علاقات مؤسساتية، وأن لا تبقى علاقات بين رئيسين هذا درس مستفاد من تجارب دول عربية، وهذه واحدة من أهداف زيارة السيد الرئيس إلى واشنطن.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار