الوحدة – رئيس التحرير
نشرت وكالة رويترز خبراً مفاده أن تنظيم “داعش” حاول اغتيال فخامة الرئيس أحمد الشرع عبر محاولة استهداف طائرته، برواية بعيدة كل البعد عن الصِّحة، بمؤشر إلى أن الغاية من مثل هذه الأخبار ليست نقل الحقيقة، بل حرف الأنظار عن النجاحات الدبلوماسية السورية، خصوصاً في ما يتعلق بملف التعاون الأمني والاستثمار الدولي.
إن التوقيت المدروس لتلك الشائعات يكشف محاولة متعمدة لتقويض صورة الدولة السورية وتقليل شأن الخطوات الدبلوماسية الجارية، في وقت تخوض فيه البلاد واحدة من أهم مراحل إعادة بناء حضورها الإقليمي والدولي.
إن تبني وكالة أنباء عالمية للترويج لشائعات مثل محاولة تنظيم داعش استهداف طائرة الرئيس الشرع، يسعى إلى ضرب سمعة سوريا في الخارج والإيحاء بعدم استقرار أجوائها وبناها التحتية، ولاسيما المطارات التي تعتبر واجهة البلاد أمام العالم والممر الأساسي لحركة الاستثمار والسياحة، فمثل هذه الأخبار المغرضة تزرع الشك لدى المستثمرين وتؤثر على ثقة الشركاء الدوليين، في وقت تعمل فيه الدولة جاهدة على استعادة موقعها الاقتصادي والانفتاح على العالم، ما يجعل من التصدي للإرهاب الإعلامي ضرورة موازية لمكافحة الإرهاب الميداني.
ومن هنا، لا يمكن إنكار أن خطر تنظيم “داعش” لا يزال قائماً، فهو تنظيم يحاول بث الفوضى، لكن المؤكد أن الأجهزة الأمنية السورية تمتلك من الخبرة والقدرة ما يمكّنها من التصدي له بكفاءة عالية، حيث نجحت خلال الأشهر الماضية في إحباط محاولات عدة لاستهداف منشآت مدنية ودينية، وأطلقت مؤخراً حملة واسعة لتفكيك ما تبقى من خلاياه النائمة في عدة محافظات.
وعليه، تُثبت هذه الوقائع أن الدولة السورية ماضية بثبات في معركتها ضد الإرهاب، رغم كل الضغوط ومحاولات التشويش الإعلامي، فالمعركة اليوم ليست فقط ميدانية، بل إعلامية أيضاً، والوعي الوطني هو خط الدفاع الأول في مواجهة الأكاذيب التي تهدف إلى زعزعة الثقة بقدرة سوريا على حماية أمنها واستقرارها، وملخص القول: بين الشائعات والحقائق.. سوريا ماضية بانفتاحها على العالم ومعركتها ضد الإرهاب.