الوحدة- د.رفيف هلال
حول العرض الجديد الذي يقدمه فرع نقابة الفنانين باللاذقية، تحت عنوان “طقوس الأبيض”، تأليف محمود أبو العباس، وسينوغرافيا وإخراج هاشم غزال، يحدثنا المخرج هاشم غزال في لقاء خاص مع جريدة الوحدة، عن رؤيته الإخراجية وما يختبئ خلف هذه الطقوس المسرحية.
يقول غزال: تدور أحداث العرض حول جدلية الأبيض، الولادة والموت، عبر حكاية القابلة التي لم يُكتب لها أن تكون أماً بعد أن فقدت تسعة أجنة عند الولادة، وزوجها حفّار القبور الذي امتهن المهنة بعد موت أبنائه، ومن خلالهما تتشعب القصص لتطال ثلاثة أزواج وزوجاتهم، يحمل كل منهم وجعاً مختلفاً أحدهم يستعجل ولادة طفله، وآخر يشك بزوجته وهو عقيم، وثالثة تسعى للولادة كي تهاجر دون طفلها، لكنها تموت أثناء الولادة، تاركة الأب أمام خيار التخلّي عن كل ذكرى تربطه بها. ويختتم غزال هذه الدائرة بميلاد طفل يتبناه حفّار القبور وزوجته القابلة، لتستمر الحياة في دورة أبدية من الفقد والولادة.
ويضيف: اخترت هذا النص لما يحتويه من مقولات عميقة عن الحياة والموت، وعن تلك التفاصيل التي نعيشها يومياً دون أن نلتفت إلى بعدها الإنساني والفلسفي، ففي طيات القصص الأربع التي يتضمنها العرض، هناك حكايات عن الفقد، الانتظار، الخيانة، والأمل، وكلها تتقاطع في مساحة واحدة هي “الأبيض” كرمز للطهر والبدء والنهاية معاً.
ويشير غزال إلى أن لكل عرض أدواته وفضاءاته الخاصة، موضحاً أن المخرج يستلهم رؤيته من النص ومن تجربته الشخصية والبصرية، ويقول: هذا النص غني بالأجواء الطقسية التي تفتح المجال لتوليد الأفكار لدى طاقم العمل، وتغري بالبحث عن الصورة والمجاز في كل تفصيل مسرحي.
ويؤكد غزال أن الرؤية البصرية قادت السينوغرافيا لتشكيل تصور جمالي يخدم النص ويحوّله إلى عرض يرضي الذائقة المسرحية، ويقود المتلقي نحو المتعة والفائدة، وهما الهدف الأسمى للمسرح كما يراها.
ويتابع غزال حديثه قائلاً: الممثلون الذين جسّدوا النص هم من طلابي وأصدقائي، وقد تعاملتُ معهم طويلاً في أعمال سابقة، لذلك لم أجد صعوبة في إيصال أفكاري إليهم، بل كان بيننا حوار فني وانسجام روحي انعكس على أداء الشخصيات.
ويختم غزال قائلاً: لكل مخرج بصمته الخاصة كما لكل إنسان طريقته في التعبير، لكن من الضروري أن يكون هناك تنوّع في الطرح، فلا أستطيع القول إن العمل يشبهني أو لا يشبهني، فمجرد اختياري له يجعله يدور في فلكي الفني، ويمتد كجزء من تجربتي المتنوعة في المسرح.
