الوحدة – ياسمين شعبان
يشارك السيد الرئيس أحمد الشرع في قمة المناخ، وهذه المشاركة ليست حدثاً دبلوماسياً شكلياً، بل هي محطة تاريخية تعيد من خلالها سوريا ربط أواصرها مع العالم، مستخدمة الدبلوماسية الخضراء مفتاحاً لبناء نظام بيئي حيوي يمدّ الشعوب بمزيد من قوة التحدي ويحقق أهداف التنمية الأممية المستدامة.
سوريا ومن خلال مشاركتها، إنما تؤكد حضورها على خارطة العالم بعد أن كانت دولة منسية تعيش على هامش المتغيرات والأحداث العالمية دون أن يكون لها دور فيها أو بتحديد اتجاهاتها ورسم مخرجاتها ومساراتها.
فمن المعروف أن غابات الأمازون هي رئة العالم، وهي اليوم تئن تحت وطأة الاحتباس الحراري، كما أن سلوكيات مدمرة أحدثت خللاً في المنظومة البيئية العالمية، وسوريا من خلال المشاركة، إنما تحمل رسالة لإعادة البناء البيئي، والذي بدوره يعيد للعالم إخضراره من على ضفاف نهري الفرات والأمازون، حيث كلاهما شريان حياة ومبعث نماء، ومطالبة سوريا بالعدالة المناخية وتصحيح الأنظمة البيئية إنما يأتي لخير العالم، من خلال حماية التنوع الحيوي وتكريس استراتيجية التعافي الأخضر.
هذه المشاركة تفتح بوابات عبور سوريا إلى أمريكا اللاتينية، وتهيئ لعلاقات سياسية واقتصادية تقوم على التفاهم والمنفعة المتبادلة، مما يعزز دور سوريا ومكانتها على المسرح الدولي في نفس الوقت، فالمشاركة تمكّن سوريا من أن يكون لها دور في الخريطة المناخية الدولية عن طريق تعزيز الوعي بالتحديات المناخية وتحقيق تنمية مستدامة.