سوريا في قمة المناخ.. إرادة التواصل تحطم حاجز الحدود

الوحدة – يمامة ابراهيم

تشارك سوريا ممثلة بسيادة الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في قمة الأمم المتحدة للمناخ المنعقدة في البرازيل، فالمشاركة بحد ذاتها تتعدى الحدث لتصل إلى عمق الدلالات السياسية التي تؤكد مصداقية السياسة السورية وشفافيتها، حيث كل يوم مزيد من الأصدقاء، وهذا في القراءة السياسية يعني تعزيزاً لموقع سوريا في علاقاتها الثنائية والدولية.
للمرة الثانية يقف السيد الرئيس أحمد الشرع من على منبر للأمم المتحدة ليؤكد أن الفضاء العالمي وليس الإقليمي فقط يمكن أن يوفر إمكانية بناء علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية تملك بذاتها القدرة على إحداث تغير نوعي في حياة المجتمعات، وفي تحقيق مزيد من الاستقرار والتنمية والتعاون الدولي في شرق العالم وغربه بما يؤطر لعمل مستقبلي يبنى على قاعدة متينة تخدم مصلحة الشعوب وحقها في حياة آمنة مستقرة.
إرادة التواصل السورية حطمت حاجز الحدود، ونجحت في الوصول إلى الفضاء العالمي وسرد الحكاية السورية التي تنشد الإخاء الإنساني، وتسعى لعلاقات ندية تقوم على الاحترام المتبادل والمصلحة بعيداً عن المحاور، وهذا في حقيقة الأمر أنتج الكثير من الثقة المتبادلة والتفهم العميق لدور سوريا وأهميتها في صنع الاستقرار وجديتها في مد جسور التواصل الواعي من خلال البحث عن المشتركات، وتفهّم المصالح بعيداً عن لغة التفوق والغرور.
قمة المناخ فرصة لتبادل الأفكار والآراء، والاستماع وتفهم الهواجس، والتعرف على طبيعة المشكلات من زوايا مختلفة وليس من زاوية واحدة، فالمشكلة المناخية عالمية  وتدارك مخاطرها مسؤولية مشتركة يمكن أن تعزز مفهوم التلاقي والنقاش والحوار إلى قضايا تتعدى حدود المشكلة، وهذا ما تسعى إليه سوريا من خلال مشاركتها في القمة، فهي الزيارة الأولى إلى أمريكا اللاتينية، وهذا يعني مزيداً من انفتاح سوريا على العالم ومزيداً من الأصدقاء المؤيدين لحقها في بناء الدولة الوطنية الراعية لكل أبنائها دون عقوبات تؤخر التعافي المنشود.
الدمار في سوريا كان للشجر والحجر، وقد خلّف النظام البائد بيئة متصحرة بعد أن احترقت الغابات وتلوثت  الأنهار وانهارت السدود وتقلصت الزراعة، واليوم  تسعى سوريا لحالة من التعافي البيئي كجزء من مسعاها إلى إتمام عملية البناء والإعمار لأن الإعمار في ذهنية سوريا الجديدة ليس عملية مادية بقدر ما هو نهضة إنسانية يتكامل فيها بناء البيئة مع بناء الإنسان والأرض والمجتمع.
الرئيس الشرع سيلتقي نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ما يتيح الفرصة أيضاً لبناء أفضل العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية، حيث تشكل البرازيل القوة فيها، واللقاء قد يفضي لشراكة خضراء منتظرة وحيوية بين الفرات والأمازون ستورق على ضفافهما أشجار السلام في تحدي المناخ.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار