الكهرباء بين إرث الأمس ومسؤولية اليوم.. وعي المواطن مفتاح الاستقرار

 الوحدة- ريم ديب

مازالت منظومة الكهرباء في بلادنا تُعاني من إرثٍ ثقيل خلّفه النظام البائد، إذ ورّثنا شبكة متهالكة لم تُواكب التطور التقني ولا الزيادة السكانية، فباتت الأعطال والانقطاعات المتكررة جزءاً من يوميات المواطن، هذا الإرث لم يترك أثره على البنية التحتية فحسب، بل انعكس على كفاءة الخدمة واستقرارها، ما يتطلّب اليوم جهوداً مضاعفة لإعادة بناء قطاع الكهرباء على أسس حديثة ومستدامة.
ومع دخول فصل الشتاء واقتراب برودته، تزداد الحاجة إلى الكهرباء، ليس فقط لتدفئة المنازل وتشغيل الأجهزة، بل أيضاً لضمان استمرارية الخدمات الحيوية في المؤسسات والمرافق العامة، وهنا يبرز الدور المحوري للمواطن في الترشيد والاستهلاك الواعي للطاقة، سواء في المنازل أو أماكن العمل، فالمواطِن الذي يُطفئ مصباحاً غير ضروري، أو يُقلّل من استخدام الأجهزة الكهربائية غير الأساسية، يُسهم بشكل مباشر في تخفيف الضغط على الشبكة الوطنية، ويُساعد في تقليل الهدر وتوفير الطاقة للأماكن الأكثر حاجة.
الترشيد لا يعني التقشف، بل يعني الاستخدام الأمثل للطاقة، أي الحصول على الخدمة بأعلى كفاءة وأقل استهلاك ممكن، وهو سلوك حضاري واقتصادي في آنٍ واحد، خصوصاً في ظل الارتفاع الأخير في أجور الكهرباء، والذي يجعل من الضروري إعادة النظر في عادات الاستهلاك داخل كل بيت وكل مؤسسة.
ولعلّ حملات التوعية التي أطلقتها الجهات المختصة تمثّل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لن تُؤتي ثمارها إلا بتفاعل المواطن واستشعاره لمسؤوليته في الحفاظ على هذا المورد الحيوي.
إن مواجهة تحديات الكهرباء لا تتوقف عند حدود الوزارة أو الدولة، بل تبدأ من سلوك كل فرد، فالكهرباء ليست مجرد خدمة، بل ركيزة أساسية للحياة، والوعي في التعامل معها اليوم هو استثمار في استقرار الغد.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار