بقلم رئيس التحرير – محمود الرسلان
في لحظة متميزة من تاريخ سوريا يزور السيد الرئيس أحمد الشرع برفقة وفد الجمهورية العربية السورية المؤلف من وزراء ومسؤولين كبار للمشاركة في النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) لعام 2025، هذه المشاركة تعد إعلاناً أن سوريا انطلقت بالتنمية الفعلية، وأن القيادة السورية باتت تتحدث بلغة الاقتصاد الذكي والانفتاح على العالم، واضعة نصب أعينها هدفاً هاماً هو إعادة بناء سوريا على أسس السيادة والشراكة العالمية.
الرئيس الشرع الذي بنى في زياراته السابقة إلى واشنطن وموسكو والدوحة جسوراً بين سوريا والعالم، كان قد قطعها النظام البائد، يواصل اليوم ترجمة رؤيته إلى أفعال ملموسة، ففي واشنطن، حمل خطاباً جريئاً يطالب برفع العقوبات الظالمة عن الشعب السوري، وأن سوريا لا تطلب صدقات، بل تسعى إلى شراكات عادلة.
أما في موسكو فقد أعاد ضبط العلاقة التاريخية بين دمشق والكرملين، معلناً استقلالية القرار السوري ومطالباً بتسليم المخلوع بشار لمحاكمته، في موقف يعكس التزامه بالعدالة والشفافية.
وفي قطر نجح في جذب اهتمام المؤسسات المالية الكبرى، مؤكداً أن سوريا الجديدة هي بيئة واعدة للاستثمار، وليست مجرد ملف سياسي.
اليوم، تأتي زيارة الرياض لتكمل هذا المسار، وتؤكد أن سوريا لم تعد تنتظر المساعدات، بل تسعى إلى بناء شراكات حقيقية في قطاعات البنية التحتية، والصحة، والطاقة المتجددة، والتحول الرقمي، وتنمية رأس المال البشري.
سيكون بعد اليوم لسوريا كثير من الفرص التشاركية والاستثمارية تمكّن الشعب من الدخول إلى رحاب نهضة إقليمية تطوي صفحة الماضي المثقل بالمآسي والصراعات، وتبدأ بالإعمار والتنمية المستدامة.
الكلمة المرتقبة التي سيلقيها السيد الرئيس من على منصة المبادرة تٌحدد أولوياتها وفق تدرج منطقي يراعي مصلحة الشعب أولاً، ويعكس رغبة سوريا في تسريع عجلة التنمية والابتكار، والانخراط الفاعل في الاقتصاد العالمي.
من أهم برامج الزيارة والمشاركة هو لقاء بين فخامة الرئيس الشرع وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي سيشكل محطة مفصلية في تعزيز روح الشراكة والمصير المشترك وفتح آفاق جديدة للتعاون العربي، ويؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية المتوازنة التي تنطلق من المصالح الوطنية فقط.
هذه هي سوريا التي ترى أن شعبها يستحق أن يعيش في وطن مزدهر وآمن، وأن مكانتها في العالم يجب أن تُبنى على أساس الكفاءة والسيادة