تناغم لوني هارموني بحس فني لافت في ورشة عمل لمركز بيكاسو

الوحدة – رفيدة أحمد

بهمة ونشاط، وبتناغم هارموني مع اللوحة والألوان، مابين الألوان الحارة والباردة،  ليمتلئ سطح اللوحة بمكنونات النفس البشرية، وما يعتلج بها من مشاعر وأحاسيس وانطباعات وتصورات،  تترجمها يد الفنان بفنه ورسمه، هذا حال ورشة عمل لمركز بيكاسو في حديقة البانوراما باللاذقية، ضمن فعاليات مهرجان أسواق اللاذقية.
حول هذه الورشة حدّثنا مدير مركز بيكاسو الفنان التشكيلي اسماعيل توتنجي قائلاً:
شاركنا بدعوة من مديرية الثقافة باللاذقية، لإقامة فعالية الرسم في الهواء الطلق، مع مجموعة من الفنانات الشابات من مركزنا، وجُهّز  المكان والأدوات، وبوشر بتنفيذ الأعمال، وأستطيع القول: إن هذه الفعالية ممتازة تخلق جواً فنياً متكاملاً مع الطبيعة من حولنا، وقد استمتعنا بعطاء فني متميز. نتمنى استمرارية مثل هذه الفعاليات، لأنها تعطي انطباعاً جميلاً للحرية التشكيلية في محافظة اللاذقية.
حول الجانب الفني، حدّثنا عضو المكتب التنفيذي، رئيس مكتب الثقافة والإعلام في اتحاد الفنانين، الفنان التشكيلي حسين صقور قائلاً: ‏يبدو واضحاً للجميع، أن التوجه خلال تلك المرحلة الانتقالية، الساعية للاستقرار، يطال فئة الشباب عبر رعاية واهتمام- سواء من وزارة الثقافة أو من نقابة الفنانين-  وكي لا نكون أنانيين، كجيل سابق، علينا أن نعترف بحق الشباب، فالأزمة خطفت أجمل سني حياتهم، وهذا التوجه هنا كمعنى هو محاولة لاستعادة البسمة لقلوب التهمها الحزن، وهي ترقب أحلامها تتحطم.
وهنا تأتي قيمة تلك النشاطات كبارقة أمل تعيد ثقتهم بالحياة.
وأضاف صقور بالعودة للمشاركات أقول: من الطبيعي أن يكون النهج الأكاديمي هو المسيطر، وأن يكون التركيز على الموضوع، ولكن بالمطلق، أنا لست مع النسخ عن صور، سوى ضمن الإطارات الضيقة، الساعية لدراسة أسلوب فنان، وتقمصه لحظة الإنجاز.
في النهج الأكاديمي أنا مع النقل المباشر عن الطبيعة، وعن النموذج الحي .. الصامت والمتحرك .. فهو السبيل الوحيد لامتلاك الجرأة وللوصول لخطوط وألوان أكثر عفوية وتلقائية، وهي الأدوات والسمات التي يستطيع الفنان من خلالها الوصول لواحدة من غايات العمل التشكيلي، كوسيلة للتعبير والتنفيث، فلطالما كان للفن دوره في إعادة التوازن للذات الإنسانية خلال الأزمات، لذلك كنت أميل دوماً لتلك اللوحات الساعية لتحقيق فرادتها وتميزها، من خلال الإبحار في عوالم الذات.
وأشار صقور إلى أن أعمال الفنانين الشباب والشابات تتفاوت هنا إذ يُظهر البعض مهارات تميزهم على المستوى الأكاديمي  لنقول وماذا بعد ..
‏وانا أقول لهم: حين لا تسيطر صورة المنجز النهائي والمثالية على ذهنية الفنان، يستطيع أن يكتشف ذاته في ٱتون العمل، وتتبلور الجماليات كمؤشر  ينبهه للتوقف هنا، ولمباشرة عمل ٱخر جديد هناك،. أما النسخ عن صور فهو يحصر الفنان ضمن دائرة ضيقة لايستطيع الخروج منها.
‏في النهاية أقول: تأتي قيمة هكذا مهرجانات في تنوع الفعاليات فيها، والقيمة هنا تبادلية فتجمع الفنانين هو دعم إضافي للسوق التجارية الى جواره.
ووجود الفنان ضمن هذا السوق وتفاعله المباشر مع المتلقي هو فرصة لنشر الفن وتسويقه وأيضاً الارتقاء بذائقة المتلقي.
‏لذلك من الضرورة تفعيل تلك المهرجانات والملتقيات، وتوسيع دائرتها من خلال فنانين مخضرمين لهم اسلوبيتهم التي تميزهم على المستوى العالمي .
فالثمار الناضجة لايمكن تجاهلها .. هي كنز وطني ..والا مامعنى مسيرة الفنان خلال سنين حياته كلها؟!

تصفح المزيد..
آخر الأخبار