زكي كورديللو فنّان المسرح السوري والمُعتقل المُغيّب

الوحدة- ندى كمال سلوم
يُعدُّ الفنان زكي كورديللو علامةً بارزةً في الثقافة السورية والمسرح القومي، ومساهماً فعالاً وحيوياً في دعم الفنون الشعبية التراثية السورية، كما حظي بمكانة متميزة كفنان شامل ومؤثر في المشهد الثقافي السوري.
جمعَ كورديللو بين الإبداع الفني والحفاظ على التراث، لتتحول سيرته إلى شهادة على قوة الفن في مواجهة التحديات الإنسانية، كما رسم ملامح الفن السوري الأصيل، قبل أن يغيّبه ظلم النظام البائد، وصار اسمه مرتبطاً بحفظ التراث وإيصال رسالة الحرية من خلال خيال الظل رغم غيابه.
اعتُقل “كورديللو” مع ابنه وأقاربه في 8/11/ 2012 من قبل عناصر أمنية تابعة للنظام البائد في دمشق، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره وأصبحت قضيته رمزاً للاختفاء القسري للفنانين والمثقفين السوريين، حيث أثّر غيابه على الساحة الفنية السورية لخسارتها صوتاً قوياً في الدفاع عن التراث والفن الحر.
وفيما يتعلق بمسيرته الفنية المتنوعة فقد ساهم في تطوير التجربة المسرحية، حيث قدّم أكثر من 20 مسرحية محلية وعربية، وشارك بالعديد من المسلسلات التلفزيونية مثل “شجرة النارنج”، “دموع الأصايل” إضافةً إلى مشاركته في أفلام سينمائية “دمشق يا بسمة الحزن”، “سيلينا”، كما عمل في الدوبلاج من خلال فرقة M7 مظهراً مهاراته الصوتية وقدرته على التعبير الفني لمستويات متعددة.
الفنان كورديللو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق 1984، وهو من مواليد 1950 في مدينة اعزاز بحلب، وكان قد شغل منصب مدير مسرح الحمراء.
وحول مسرح خيال الظل، فقد ابتدأ العمل به عام 1983 فكان معلماً هاماً في إحيائه بعدما استلم أدواته من “عبد الرزاق الذهبي” آخر المخايلين السوريين، فحافظ عليه وطوّره باستخدام دمى جديدة ونصوص مبتكرة وعروض متجولة للأطفال والشباب، إذ كان هذا الفن وسيلةً للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية عبر نصوص تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

الفنان زكي كورديللو
تصفح المزيد..
آخر الأخبار