الوحدة – ميساء رزق
الزيارة التاريخية التي يقوم بها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والوفد المرافق له إلى لبنان، والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ خمسة عشر عاماً، تحمل في طياتها رسائل قوية تتجاوز كونها زيارة دبلوماسية تقليدية، فهي تمثل بداية مرحلة جديدة من العلاقات بين سوريا ولبنان، حيث تسعى كلا الدولتين لتأكيد سيادتهما المستقلة عن بعضها البعض، وتعملان على بناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والشراكة الفاعلة في الملفات العالقة بينهما.
ومن أبرز المحاور التي تم تناولها في الزيارة مسألة ترسيم الحدود بين البلدين، التي تمتد على مسافة 375 كيلومتراً والتي كانت على مر السنوات عرضة للتحديات مثل التهريب والفوضى، بيد أن سوريا تؤكد عبر هذه الزيارة على عزمها الكامل على تأمين حدودها واستعادة النظام في هذه المنطقة، وهو ما يعكس اهتمامها البالغ بالحفاظ على سيادة الدولتين.
إن زيارة الوزير الشيباني للبنان الشقيق تفتح أفقاً جديداً في العلاقات بين البلدين الجارين ، حيث تدرك الدولتان أن الاحترام المتبادل والشفافية هما المفتاح لحل القضايا الحساسة بينهما، ولا تمثل مجرد حدث دبلوماسي، بل هي إعلان واضح عن رغبة البلدين في تجاوز الماضي والعمل المشترك لبناء مستقبل يتسم بالاستقرار والازدهار لكلا البلدين والشعبين الشقيقين.
في النهاية، يمكن القول إن هذه الزيارة تؤكد أن سوريا ولبنان اليوم ليسا في ظل بعضهما البعض، بل دولتين ذاتي سيادة مستقلة، يخططان للمستقبل معاً عبر الشراكة والاحترام المتبادل وحسن الجوار بما يضمن السلام والأمن لهما، حيث صرّح الشيباني عقب لقائه بنظيره اللبناني يوسف رجي ملخصاً غاية الزيارة بقوله: ” نعمل على إعادة العلاقات مع لبنان على أساس المصالح المتبادلة وسياسة حسن الجوار، ونريد تجاوز أخطاء الماضي بين سوريا ولبنان والتي كنا نحن أيضاً ضحاياها”، ليؤكد الوزير رجي ذلك بقوله: “هناك حسن نية بين لبنان وسوريا في الالتزام ببناء علاقات ثنائية وطيدة”، بخطوة لبداية جديدة ترسم ملامح العلاقة الواضحة بين البلدين.
تصفح المزيد..