في بانياس.. قرابة 7 آلاف طن التقديرات الأولية  لإنتاج الزيتون

الوحدة ـ رنا ياسين غانم
بينت مديرية زراعة طرطوس لجريدة الوحدة أن عدد أشجار الزيتون في منطقة بانياس بلغ 1,610,332 شجرة منها 1,520,600 شجرة مثمرة، مع تقديرات إنتاج أولية تقارب 7,603 طن.
كما حددت المديرية الأول من تشرين الأول موعداً لبدء قطاف الزيتون في المحافظة، مع منح المعاصر فترة أسبوع قبل الجني لأعمال الصيانة والتجريب، مشيرة إلى أنه يتم ترحيل ماء الجفت إلى الأراضي الزراعية بالتنسيق بين المزارع والوحدة الإرشادية وأصحاب المعاصر.
وفيما يتعلق بأسباب نقص إنتاج الزيتون هذا العام والأمراض التي تصيبه كان لجريدة الوحدة لقاء مع المهندس الزراعي عيسى يونس الذي أكد أن سبب ضعف موسم الزيتون هذا العام يعود لعاملين رئيسيين أولاً موسم الجفاف الذي مررنا به هذا العام، و ثانياً الظروف البيئية الغير مناسبة أثناء فترة الإزهار، موضحاً أن فترة الإزهار فترة حرجة للغاية وتحتاج إلى ظروف مناسبة لتكون العقد ( يعقد الزهر)، وقد لوحظ أن أشجار الساحل كان إنتاجها قريباً من المعدل أو أقل بنسبة 50% مقارنة بالعام السابق، بينما ينخفض الإنتاج كلما اتجهنا نحو الجبل بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح الشرقية مما أدى إلى تساقط الثمار والعقد الصغير.
ونوه المهندس عيسى أن شجرة الزيتون تحمل صفة المعاومة وهي صفة وراثية تعني التناوب بين عام مثمر وآخر ضعيف، فالغصن الذي ينمو هذا العام يثمر في الربيع التالي، شرط توفر الظروف البيئية المناسبة وإذا لم تتوافر هذه الظروف يفقد قدرته على الإثمار، مضيفاً أن بعض الأصناف التي دخلت إلى سوريا يقال أنها لاتحمل هذه الصفة.
وبحسب تجربته قال: لا أرى في الحراثة جدوى ولكن الأهم إيصال السماد سواء كان السماد بلدياً متخمراً أو سماداً كيميائياً والذي يتكون من ثلاث عناصر رئيسية وهي الآزوت والفوسفور والبوتاس، وذلك وفق مواعيد محددة فإذا كانت أسمدة بطيئة التحلل توضع في شهري تشرين الثاني وكانون أول حسب هطول الأمطار، أما إذا كانت من الأصناف سريعة الاستجابة فيوضع السماد في شهر شباط بالإضافة إلى اليوريا السماد الآزوتي الذي يضاف على دفعتين  الأولى في بداية شهر شباط والثانية في 20 شباط.
وتستكمل العملية برش عناصر صغرى مثل البورون والزنك والمنغنيز بعد جني المحصول، ثم رش أحماض أمينية مع عناصر صغرى قبل الإزهار، بالإضافة إلى البورون والكالسيوم أثناء الإزهار لدعم العقد.
أما التقليم، حتى وإن كان جائراً وهو ما يزعج الكثيرين فيبقى شرطاً أساسياً لزيادة الإنتاج، إذ إنه يتيح تجديد الأفرع وتحفيز الإزهار، بينما يُبدي كثير من المزارعين تردداً في تطبيقه، وهذا الإجراء لايقل أهمية عن التسميد ولا إنتاج من دون تقليم.
وأكد المهندس عيسى أن النجاح على المدى الطويل يتطلب اختيار أصناف محلية متأقلمة مع البيئة ففي منطقة طرطوس مثلاً، يحقق صنفاً الخضراوي (الخضيرة) وسلالته “المنيقري” نتائج جيدة في الحقول المنخفضة، رغم أن نسبة الزيت فيها أقل من أصناف مثل الصفراوي أو الدعيبلي.
بينما أظهرت الأصناف المستوردة ضعفاً في مواجهة أمراض عديدة منها قلف الساق والدودة، وتدهور إنتاجها بعد نحو 20 سنة، في حين تحافظ الأصناف المحلية على استقرار أكبر، لذلك على كل مزارع الانتباه على الأصناف المنتجة في بيئته والاعتماد عليها.
وأوضح الأستاذ عيسى أن أبرز الأمراض التي تصيب الزيتون في البيئة السورية هي ذبابة ثمار الزيتون والتي تشكل الخطر الأكبر على الثمار، لذلك ينصح باستخدام المصائد الفرمونية التي كانت توزع بشكل مجاني في الوحدات الإرشادية بمعدل مصيدة واحدة لكل أربع شجرات لضمان فعالية وجذب متوازن، وحذر من أن الاعتماد الفردي على المصائد يجلب الحشرات من مسافة كيلومتر واحد وقد يسبب ضرراً كبيراً، كما نصح بالابتعاد عن المبيدات الكيميائية لأن النبات زيتي وقد تثبت المبيدات في الثمار لفترة أطول بالإضافة إلى تكلفتها العالية لذلك تعد المصائد خياراً أفضل ويجب أن توضع بشكل جماعي، وهناك أيضاً أمراض أخرى مثل مرض قلف الزيتون وذبابة أغصان الزيتون التي تتطلب تتطلب مراقبة دائمة حيث يؤدي وجود الدود إلى نخر في الساق أو الأفرع الكبيرة مما يؤدي إلى كسرها، وهي ظاهرة لاحظتها في الأصناف الجديدة، أما مرض تلول الزيتون فهو مرض بكتيري لايوجد له علاج حاسم، وتعتمد الوقاية منه على تعقيم أدوات التقليم واستخدام الكحول بعد كل عملية قص، والتقليل من استخدام العصا لجني المحصول.
وفيما يتعلق بموعد القطاف فهو مرتبط بالبيئة فإذا كان هناك أمطار وكان الطقس رطباً فيكون الموعد مع نهاية أيلول وبداية تشرين أول أما إذا كان الموسم جافاً فيتأخر القطاف قليلاً، وبالنسبة لنسبة الزيت فإذا كان النضج 10%  فإنه يعطي زيتاً بكراً ممتازاً (أسيد أقل من 1% وبيروكسيد منخفض) لكن بكمية زيت أقل، أما في حال النضج 50% فيكون هناك توازن بين الجودة والكمية مع نسبة زيت قريبة من الحد الأعلى للصنف، وفي
حال انتظار اكتمال النضج إلى 70–80% يكون  مردود الزيت أعلى لكن بجودة أقل، حيث ترتفع الأسيد إلى 1–2% .
أما بالنسبة لماء الجفت فهو يحتوي على تراكيز مرتفعة من الفينولات، وهي مواد سامة قد تتسرب إلى المياه الجوفية وتؤدي إلى تلوثها أو قد تحرق النباتات إذا وضع مباشرة على الأرض وبكميات غير مدروسة، لذلك الحل الأمثل يتمثل في التخزين والمعالجة البيئية قبل التخلص منه.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار