العدد: 9415
الخميس 29-8-2019
هو آخر الصيف، ليس زحمة ناس وحسب، وليس مجرّد طقوس اعتدنا عليها في (60) نسخة سابقة، هو مناسبة وطنية قبل أي سمة أخرى، مناسبة يقرّ العالم من خلالها حضور سورية الأحلى، أما انتصارها فقد كتبته دماءٌ ولا أطهر، وتحرسه هممُ أبطال ميامين، ما زالوا يزرعون اللحظات عزّاً وفخاراً.
يا (بوابة التاريخ)، على دروبك يتسابق محبّوك الكثر، يزرعون العناقيد لوزاً وريحاناً، ويعتّقون الأماني في دورق حسنك و(آنَ الكرمُ يُعتصرُ).
في العناوين العريضة، يشكل معرض دمشق الدولي تظاهرة اقتصادية وسياحية كبيرة، ومحطة نقف من خلالها على ما وصلت إليه محاولاتنا في شتى المجالات، ومناسبة لتوقيع اتفاقيات، وعقد صفقات، وتبادل أفكار، يفترض أن تعود بالفائدة على الجميع.
وفي التفاصيل، يجب أن يكون المعرض قاعدة متينة لمرحلة عمل قادمة، تأخذ من المعروضات المتميزة تأشيرة عبور إلى منتج سوري قادر على تلبية احتياجات السوق المحلية، أو البحث عمّا نحتاجه ويناسبنا في معروضات المشاركين، وبشروط غالباً ما تكون مشجعة في مثل هذه التظاهرات.
في المحراب الوطني، فإن إقامة معرض دمشق الدولي تعبّر عن عنفوان سوريّ قلّ نظيره، وتؤكد جدارة الإنسان السوري بالحياة، وقدرته على الإمساك بناصيتها، مهما حلكت الظروف، واشتدت الأنواء، وهذا الأمر رسالة واضحة المعالم لكلّ من خالَ نفسه أنّه يستطيع إيقاف تدفّق نسغها في عروقنا، أو أنّه يستطيع تكريس ثقافة الموت تحت راياته السوداء.
سورية القويّة بأبنائها، وبما يحملون من قيم وإرث حضاري، العزيزة بما أنجزه مشوارها التاريخي، المنيعة بحرّاس سيادتها، الواثقة بهدي قائدها، تفتح قلوبها للقادمين قائلة: لا أرضى أن أكون إلا غرّة الزمان، وعنوان كلّ جميل فيه، أهلاً بكم بين أعزّة الدنيا، والسادة الأطهار، الآن تقرأ شقائق النعمان عطرها على كلّ بندقية ما خابت وما لانت ولا عن إيمانها مالت..
وفي البعد السياسي، فعندما تتزاحم أعلام الدول المشاركة في سماء مدينة المعارض، يجمع الإرهاب راياته السوداء التي مزٌتها الخيبات، وينكفئ دعاة العتمة إلى جحورهم، فإشراق شمس سورية 24/24، ومن عقد قلبه وعزمه على الله انتصر.
وفي الجانب الأخلاقي، فإننا إذ نعيش أفراح اللقاء في المعرض، فإننا نعبّر عن امتناننا الكبير لرجال الجيش العربي السوري، هؤلاء الأشاوس الذين لولاهم لما كان عيدٌ، ولا التقينا في معرض.
غــانــم مــحــمــد