العدد: 9415
الخميس 29-8-2019
لمعت عيناه واشتد ساعداه وبدأ رحلة البارود والدم.. انطلق يستقبل بصدره العاري آثار الجهل والحقد والتبعية العمياء، انطلق حاملاً روحه على راحتيه، مفعماً بالشجاعة والعزة، تاركاً وراءه أماً وزوجةً وأطفالاً ومحبين كثر يدعون له صبحاً ومساءً.
إنّه الجندي السوري ذو العزم والشكيمة الذي لا يعرف معنى الهزيمة، صغيراً كان أم كبيراً، روحه سورية وعنفوانه سوري، نبضه الشام وعطره ياسمين دمشقي، جبينه كجبالنا الشماء تعانق السماء صخورها متربعة عليها بحكمة من الله رصاص وقذائف… غدر ووحشية… وكل ما هو بعيد عن معاني الإنسانية يستقبلها ببندقيته وإيمانه، فإن عاد هو بطل ينتظر الشهادة، وإن استشهد روحه قنديل يضيء سماء وطني وجسده سنابل قمح مباركة.
سوريون نحن نأبى المهانة، نحيا بكرامة أو لنا الشهادة… نبني حباً.. نزرع خيراً… ونضيء للعالم درب السيادة، سوريون نحن فتعلّموا منّا الإرادة وحب الوطن، استقوا منا القوة والأمل، فغداً بسواعدنا أجمل، وسماؤك يا وطني نوراً شعّت، فكلّ شهيد منا نجم يلمع والليل فينا أُضيء.
لأرواحكم النقية.. لدمائكم الزكية … ألف سلامٍ وألف تحية إجلال.. جيشنا المغوار… فخرنا وعزّنا وحامي حمانا، شيبنا وشبابنا، نساءً ورجالاً، سوريون نحن وسنبقى وتبقى لنا الدّار.
لروحك أيها الطيب، يا صاحب الوجه البشوش، لابتساماتك التي لا تُنسى، لبطولتك، لكل قطرة من دمائك نقف إجلالاً واحتراماً، فأنت الشهيد البطل ونحن بك نعتز ونفخر.. الشهيد رداء محمد شملص قنديل الحق الذي لن ينطفئ ما حيينا، أنت وكلّ من سبقك من الشهداء حرّاس غدنا، وصانعو مجدنا، لأرواحكم المجد والفخار.
منتصر كريم الشيباني