الوحدة – نجود سقور
يؤكد جناح قطاع المياه في معرض دمشق الدولي أن المياه ليست مجرد مورد حيوي، بل قضية وطنية وتنموية تستوجب تضافر الجهود المؤسسية والمجتمعية للحفاظ عليها وتعزيز إدارتها بما يخدم حاضر سوريا ومستقبلها.
وقد حظي الجناح، الذي يضم المؤسسة العامة لمياه دمشق وريفها والهيئة العامة للموارد المائية، بإقبال واسع من الزوار، عبر ما يقدمه من محتوى غني يوثق تاريخ المؤسسة، ويعرض مشاريعها الاستراتيجية في مجال تأمين المياه، إلى جانب مبادرات توعوية تهدف إلى ترسيخ ثقافة الترشيد لدى مختلف شرائح المجتمع.
وأوضح المهندس أحمد درويش، المدير العام لمؤسسة مياه دمشق وريفها، أن المؤسسة نقلت صندوق شكاوى المواطنين إلى الجناح ليكون قناة تواصل مباشرة مع الزوار، تتيح لهم تقديم الملاحظات والمقترحات والشكاوى بشكل مباشر، مشيراً إلى أن المشاركة في المعرض تهدف إلى إبراز إنجازات المؤسسة في مختلف مجالات عملها.
من جانبه، أكد باسل كمال الدين، معاون مدير الهيئة العامة للموارد المائية، أن الجناح يشكّل منصة تعريفية بخدمات الهيئة الموجهة للمواطنين والقطاعات الاقتصادية، لافتاً إلى أن الهيئة تضطلع بدور محوري في إدارة واستدامة الموارد المائية على المستوى الوطني من خلال إعداد الدراسات الفنية والإشراف على مشاريع الري والسدود وشبكات المياه.
وبيّن كمال الدين أن الجناح قدّم عروضاً تعريفية شاملة حول السدود وشبكات الري والأحواض المائية، إضافة إلى شرح آليات العمل والدور الاستراتيجي للهيئة في الحفاظ على التوازن المائي وتحقيق الأمن المائي في مختلف المحافظات. كما شهد الجناح اهتماماً من الزوار المحليين والعرب والأجانب الذين أبدَوا رغبة في التعاون بمجالات متعددة، أبرزها بناء السدود، تطوير المشاريع المائية، تبادل الخبرات في مراكز البيانات وتحليل المعلومات، إلى جانب برامج التدريب وبناء القدرات.
واستقطب الجناح أيضاً طلاب كليات الهندسة المدنية والجغرافية الذين أبدَوا اهتماماً كبيراً بالخرائط المعروضة، وخاصة خرائط الأمطار والهيدرولوجيا وتوزّع المحطات المناخية، لما لها من أهمية في مقرراتهم الأكاديمية. كما استقطب الأطفال، حيث قُدمت لهم شروحات مبسطة حول الدورة الهيدرولوجية للمياه ومفاهيم التبخر والتكاثف بأسلوب تفاعلي يتناسب مع أعمارهم.
يُذكر أن الجناح عرض فيلمين توثيقيين، الأول يستعرض أبرز الأعمال المنجزة خلال النصف الأول من عام 2025، والثاني يركّز على التوعية بترشيد استهلاك المياه، إلى جانب توزيع بروشورات توعوية بالتزامن مع الحملة الإعلامية المستمرة عبر منصات وزارة الطاقة. كما تميز الجناح بعرض مجسمات ضخمة لمنشأة نبع الفيجة، ومركز ضخ الوالي، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، في مشهد يعكس حجم البنية التحتية المتقدمة للمؤسسة.