الوحدة – سها أحمد علي
ابنكر فريق من العلماء تقنية طبية جديدة غير جراحية تُعرف باسم EMR (إعادة التشكيل الكهروميكانيكي للقرنية)، والتي تعتمد على استخدام تيار كهربائي خفيف لتعديل شكل القرنية وتصحيح مشاكل البصر، دون الحاجة إلى الليزر أو الجراحة التقليدية.
تعمل هذه التقنية، التي طوّرها باحثون من كلية أوكسيدنتال وجامعة كاليفورنيا، من خلال تطبيق تيار كهربائي منخفض المستوى عبر قطب كهربائي مُصمم خصيصاً على شكل عدسة لاصقة من البلاتينيوم، مما يُحدث تغييراً مؤقتاً في درجة حموضة أنسجة القرنية، فتصبح أكثر مرونة وسهولة لإعادة تشكيلها. وبمجرد عودة درجة الحموضة إلى مستواها الطبيعي بعد انقطاع التيار، تتصلب القرنية محافظةً على شكلها الجديد والمُصمم لتحسين الرؤية.
وقد أظهرت التجارب الأولية نجاح التقنية في علاج قصر النظر، حيث لم تُظهر العينات المختبرة أي ضرر هيكلي أو موت للخلايا، ما يبشر بتقدم كبير في مجال تصحيح البصر منذ ظهور تقنية (LASIK) الليزك.
ومن الجدير بالذكر أن هذه التقنية لا تستغرق سوى دقيقة واحدة تقريباً، ولا تتطلب أي قطع أو إزالة للأنسجة، مما يجعلها أقل توغلاً وأكثر أماناً مقارنة بالعمليات الجراحية التقليدية.
وعلى الرغم من هذه النتائج الواعدة، لا تزال التقنية في مراحلها الأولى من التطوير ولم تخضع سوى لاختبارات محدودة. وأكد البروفيسور مايكل هيل، أستاذ الكيمياء في كلية أوكسيدنتال والباحث الرئيسي في الدراسة، أن الطريق لا يزال طويلاً قبل الوصول إلى التطبيقات السريرية والتجارية، مشيراً إلى أنه في حال نجاح التجارب المستقبلية، فقد تصبح هذه التقنية واسعة الانتشار، وأقل تكلفة، وربما قابلة للعكس.
يذكر أن التقنية عُرضت خلال اجتماع الجمعية الكيميائية الأمريكية لخريف 2025، ونشرت تفاصيلها الأولية في موقع “New Atlas”. ومن جانبه، أوضح البروفيسور برايان وونغ، الجراح والأستاذ في جامعة كاليفورنيا، أن اكتشاف هذه العملية جاء بالصدفة، أثناء البحث في إمكانية التعامل مع الأنسجة الحية كمواد قابلة للتشكيل كيميائياً.