العدد: 9409
الأربعاء 21-8-2019
عيدُ ودّع المواطن السوري بعد أن استنزف ما في جيوبه من مالٍ، وأضحى المواطن في (حيص بيص)، كيف سيؤمن مؤونة البيت من مكدوس وملوخية وبامياء ومربيات وغير ذلك، مما اعتادت عليه موائد الأسرة السورية في فصل الشتاء، وما زاد الطين بلّة تزامن العيد وشهر المؤونة مع اقتراب افتتاح العام الدراسي، واستعداد الأهالي لشراء لوازم أولادهم من قرطاسية وزيٍّ مدرسي، فالأسعار كاوية، والجيوب خالية، وكل ما تمكنت الحكومة فعله منح المواطن المسكين قرض القرطاسية البالغ خمسين ألف ليرة سورية، فهل يكفي هذا القرض لتوفير الحاجات المدرسية لأسرةٍ مكونة من ثلاثة أولاد في المدرسة، وكيف سيتمكن المواطن من تأمين مؤونة البيت وحاجات الأولاد من قرطاسية وحقائب ولباس مدرسي، سؤال طرحناه على عينة عشوائية من المواطنين فجاءت الإجابات الآتية:
* لديّ أربعة أولاد في المدرسة، وقرض القرطاسية التي منّت به الحكومة علينا مضحك مبكٍ، فهو لا يكفي ثمن لباس مدرسي من النوع الوسط، فثمن اللباس مع الحقائب لأولادي الأربعة وصل إلى 40000 ألف ليرة سورية، هذا ما قالته السيدة أمينة خير بك (ربة منزل)، وتابعت: يبقى ثمن القرطاسية، يبدو أننا سنشتريه من قرض العام القادم.
* السيدة ناهد هرمز موظفة وأم لخمسة أولاد قالت: قرض القرطاسية لا يكفي لسد حاجة خمسة أولاد في المدرسة، والمواطن السوري بحاجة لـ300 ألف ليرة سورية ليتمكن من تأمين مؤونة البيت من المكدوس والبامياء وغيره، وحاجات الأولاد من القرطاسية واللباس المدرسي والحقائب، اشتركت بجمعية مع زملاء العمل كي أتمكن من توفير مستلزمات البيت وحاجات الأولاد وكما يقول المثل: (بحصة تسند جرة).
* قرض القرطاسية اعتراف واضح وصريح من حكومتنا بعدم قدرة المواطن على تأمين مستلزمات أسرته وحاجات أولاده، أنا غير موظف، أعمل في ورشة حدادة، وزوجتي غير موظفة أيضاً، ولن نستطيع الحصول على قرض القرطاسية، ولدي ثلاثة أولاد في المدرسة، والحالة ضعيفة والله يكون بالعون.
* سابقاً كنا نأخذ قرضاً لشراء سيارة أو شقة سكنية، اليوم أصبحنا نأخذ القرض لشراء قرطاسية الأولاد (والله الحالة بتبكي) ومع ذلك فالقرض لا يكفي، وهذا العام لن نتمكن من إعداد مؤونة المكدوس، فالأسعار كاوية، ونفضل أن نؤمن مستلزمات الأولاد من قرطاسية ولباس مدرسي، هذا ما علّق به السيد حارث حيدر موظف في إحدى الدوائر الحكومية.
* السيدة أسماء رومية ربة منزل قالت: أرسلت ولدي البالغ من العمر عشر سنوات ليعمل في إحدى مغاسل السيارات طيلة فصل الصيف علّه يجمع ثمن ما يحتاجه وإخوته من قرطاسية ولباس مدرسي لهذا العام، واستقرضت من أقاربي ثمن مؤونة المكدوس، فزوجي مقعد وبالكاد نؤمن ثمن الدواء له، ولدي ثلاثة أولاد في المدرسة، ولن نتمكن من الحصول على قرض القرطاسية لأني وزوجي غير موظفين، وهذا إجحاف بحق غير العاملين، لذلك يجب أن تكون هناك آلية معينة تعطي غير الموظف الحق بالاستفادة من هذا القرض.
أخيراً:
الوجع عام والأسرة التي لديها أربعة أولاد في المدرسة تحتاج لأكثر من أربعين ألف ليرة سورية كحد وسطي لتأمين مستلزماتهم المدرسية أي راتب شهر كامل للموظف السوري، وفي ظل هذا الارتفاع لأسعار المواد والسلع بنسبة تجاوزت عشرة أضعاف، بقي راتب الموظف ثابتاً دونما زيادة، وبقي المواطن يئن تحت وطأة ارتفاع الأسعار، وعدم القدرة على تأمين مستلزمات الأسرة الضرورية.
ربا صقر