خســرنا مـع لبنـــان .. أمــا زلتَ يـا فجــــر في العـــراق؟

العدد: 9401

 الأحد-4-8-2019

 

 

مع أنّ الصورة التي ظهر بها منتخبنا أفضل من كلّ سابقاتها إلا أنّ الخسارة أمام لبنان في افتتاح مشوار منتخبنا في بطولة غرب آسيا أمر لا يقبل التأويل ولا التبرير، وهي بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر القائمين على منتخبنا..
نظرياً، وحسب ما يتمّ تداوله فإن شرط الإقالة بالنسبة للمدرب فجر إبراهيم لم يتحقق بعد (إن لم يحرز لقب غرب آسيا ستتم إقالته، هكذا يُروى ولا يوجد اي تصريح رسمي، في ذات الوقت الذي يكرر فيه المدرب فجر إبراهيم إنه لا يحق للاتحاد إقالته بناء على نتائج المباريات الودية والمحاسبة يجب أن تكون على المباريات الرسمية)، ولكن وفي الموقف الأكثر وضوحاً في هذا المشهد هو أنّ هذا المنتخب لا يستطيع تمثيل الكرة السورية ولا أحد راضٍ عليه ولا على تخبّط فجر إبراهيم في خياراته وكلامه، ولا بدّ من الاستجابة لنبض الناس لأنه هو البوصلة الحقيقية لأي تقييم..

لا نظلم المدرب فجر إذا ما طالبناه بتقديم استقالته، ولا نحكم عليه من خلال النتائج، لكن وفي عدد كاف من المباريات الودية السهلة ألا تستطيع الثبات ولو على (الضعف) فهذا مشكلة، وانتظار المباريات الرسمية للحكم على المنتخب ليس أمراً معيباً لكن عندما يكون هذا المدرب على قبول جماهيري، أما وحالة فجر إبراهيم فنعتقد أنّ الأمور مختلفة ولا تحتاج للكثير من التفكير لحسمها، وإقالة فجر إبراهيم لن يحتجّ عليها أحد ولكن ثمة ما يجب توضيحه في هذا الخصوص..
كنّا متأكدين أن فجر إبراهيم ليس خيار اتحاد كرة القدم في الوقت الحالي ولكن هذا الاتحاد كان (خجلاً) من استجابة فجر إبراهيم لندائه في آخر مباراة لمنتخبنا في نهائيات آسيا الماضية أمام أستراليا وكيف تغيّرت روح منتخبنا رغم خسارتنا تلك المباراة، فكلّف فجر إبراهيم بقيادة المرحلة الحالية، لكن وبحكم خبرتنا بطريقة تفكير اتحاد الكرة الحالي فقد حسبها باتجاه آخر وعلى محورين متلازمين:
الأول: عندما قرر اتحاد الكرة تكليف فجر إبراهيم كان يعلم أنّ قراره هذا سيلاقي اعتراضاً كبيراً من الجمهور، أي أنّه سيشغل الجمهور عن معاتبة وانتقاد اتحاد الكرة وهو ما حصل فعلاً، حيث تحوّل قسم من الجمهور من تعرية أخطاء اتحاد الكرة إلى انتقاد قراره في تعيين فجر إبراهيم، فارتاح رأس اتحاد الكرة بعض الشيء.
الثاني: إذا حقق المنتخب نتائج جيدة مع فجر إبراهيم سيرد اتحاد الكرة على الناس مفتخراً بـ (قراره الصحيح)، وإن لم يفعل ذلك فسيكون من السهل اتخاذ قرار بإقالته وإرضاء الناس كنوع من الاستجابة لرغباتهم وهذا ما سيحدث وإن تأخر الأمر بعض الوقت..
المشكلة أننا نتعامل دائماً مع النتائج ونتعمّد الابتعاد عن جوهر أي مشكلة.. الإدارة الرياضية عندما تفكّر بهذه الطريقة فهي حكماً إدارة غير ناضجة ولن تأخذ بيدنا إلى ما يفرحنا، ستتخبط وتناقض نفسها، وتنتظر الصدفة لتفرحنا وهذا لم يعد مقبولاً.
إن كنتم عاجزين عن قيادة الكرة السورية بخطوات واضحة ومدروسة فافسحوا المجال لمن يقدر على ذلك، أما أن نصبح في آخر ترتيب القارة الآسيوية (إن بقي الخط البياني لمنتخبنا في هذا الانحدار فسنصبح في المؤخرة) فهذا أمر لا يقبل به أحد..
خسرنا مع لبنان.. نعم إنها كارثة وفضيحة، ومحاسبة المسؤولين عنها يجب أن تكون سريعة.. وإن كان الكلام أن الآخرين يتطورون كما يبررون الفشل باستمرار، فالسؤال: لماذا لا نتطور؟
خسارتنا أمام لبنان 1/2 في غرب آسيا سيكون (الحدّ الفاصل) بين شرعية اتحاد الكرة من عدمها وذلك حسب الطريقة التي سيتعامل بها مع هذه الخسارة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار