الاستملاك يحول دون تحسين الشطّ شاطئ رأس البسيط .. الأكثر جمالاً وإهمالاً!

رقــم العــدد 9398
 الثّلاثاء 30 تمـــــــــــوز 2019

منطقة رأس البسيط،ربما لها من اسمها نصيب، فالبساطة والهدوء وخلال عزّ الموسم السياحي هما أكثر ما يميز هذه المنطقة في محافظة اللاذقية، رغم هذا الكمّ الهائل من الجمال الطبيعي، وفخامة المشهد، فالجبل يعانق البحر وليمتزج الأزرق مع الأخضر بحالة فريدة من السحر، والمفترض أن تؤدي إلى حالة سياحية عالية الجودة، والنشاط ليس على مستوى المحافظة فقط، بل على مستوى عربي وعالمي أيضاً، لكن ما نراه يشعرنا بالظلم الذي لحق برأس البسيط، والذي يجب أن يكون قبلة سياحية هامة لكن على طول الشاطئ وعلى مدّ النظر لا نلمح إلا تجمعات عائلية محدودة وضمن منتجعات شعبية بسيطة، ورغم أن الشط مفتوح للجميع إلا أنه لا يوجد حراك بشري يليق بهذه المنطقة، فالمنظر يشعرك بالحزن لأن ترى جمالاً تتمنى أن تشاركه مع أكبر عدد من الأبصار والعيون التي تبحث عن دهشة المتعة الطبيعية.
عن واقع هذه المنطقة كانت لنا لقاءات مع مرتاديها وأصحاب منتجعاتها والذين تحدثوا بكثير من الصراحة والواقعية..
* وسام أم يوسف من مرتادي المكان ومستأجرة لشاليه: أنا من اللاذقية، ومقيمة في دولة عربية، وأعشق هذا المكان لدرجة أني لا أستطيع إلا أن أقضي أنا وعائلتي إجازتنا الصيفية فيه، فالبحر جميل والطبيعة رائعة، ولأظلّ مرتبطة بالمكان اشتريت هنا (شاليه) لتكون إقامة دائمة لنا في كل صيف وإذ لم يعد كافياً أن أستأجر (شاليه) ورغم بساطة المبلغ فكان لا بد أن يكون لي ولعائلتي موطئ قدم دائم لنا.


* كمال غانم: أنا من اللاذقية أقضي أيام العطل هنا، وأستخدم بكل راحة كافة المنتجعات في البسيط بأي وقت فهي مفتوحة للجميع ومجاناً وأحياناً لا أضطر أن أحمل كراسي وأستطيع استخدام الكراسي المتوفرة على شواطئ المنتجعات كشاطئ النخيل وبكل ترحيب بي وهذه حالة نادرة في الشاطئ السوري ورغم أني زرت مناطق على طول الشاطئ لكن هنا أشعر بالأمان وهذا الإحساس هو الأهم بالنسبة لي ومن يأتِ إلى هنا لا يستطيع إلا أن يعود إليها.
* نهى من أبناء المنطقة مستأجرة (شاليه) لموسم سياحي كامل وتقيم في اللاذقية: أشعر أن البحر هنا حقيقي، حتى أن درجة ملوحته عالية ومختلفة عن مناطق أخرى إضافة لعمقه ونظافته وهنا أشعر بالحرية وكأنني أمتلك المكان لذلك قررت شراء (شاليه) هنا فالمكان ساحر وآمن ويريح النفس بعيداً عن ضجيج المدينة ومظاهرها ورغم أهمية المكان السياحية لكنه مهمل سياحياً ربما بسبب قانون الاستملاك والذي جعل المستثمرون يعملون بالحد الأدنى من الاستثمار وجعل المكان ملاذاً لأهل المنطقة واللاذقية فقط رغم أنه يستحق الكثير من الرعاية والاهتمام.


* قحطان بدور صاحب شاطئ الأحلام: شاطئ الأحلام منتجع شعبي مصنف درجة ثانية والحركة السياحية تكون خفيفة ضمن الأسبوع والعمل الفعلي أيام العطل والأعياد ربما السبب بعد المسافة عن المدينة ورغم أن المنطقة آمنة وهادئة والمواصلات متوفرة والشاطئ من أجمل شواطئ الساحل السوري لتواجد الجبل والبحر وهي حالة نادرة.
منتجعات المنطقة مفتوحة أمام الجميع غير النزلاء ولدرجة تقديم الكراسي لهم لكن المشكلة الأهم باعتقادي لأبناء المنطقة هي قانون الاستملاك الذي يعتبرونه ظالماً فلا يستطيعون التحسين والاستثمار بالشكل اللائق ويكون الإقبال على المنتجعات بحسب التجهيزات المتوفرة في الشاليهات وبعض المستثمرين أقاموا أكواخ خشبية ويؤجروها كاستثمار موسمي لعشر سنوات، مع التنويه أن المنطقة تعاني الإهمال حتى قبل الأزمة إذ أغلبية مرتاديها من محافظة اللاذقية والقليل من العرب بسبب التقصير بالدعاية والإعلان لكن داخلياً السياحية هنا ناجحة إذ يرتادها كافة الشرائح من اللاذقية وبقية المحافظات السورية (دمشق، حلب، حمص، السويداء) ومنهم من يحجز مسبقاً قبل الموسم السياحي، نظراً لأسعار الشاليهات المتواضعة من 10 آلاف إلى 15 ألف وقياساً بجمالية الطبيعة، وبلدية البسيط متعاونة جداً وتقدم خدماتها ضمن إمكانياتها المحدودة من ترحيل القمامة التي تتم يومياً على طول الشاطئ ورش المبيدات الحشرية ووضع مياه الشرب والكهرباء الآن جيد ومن المفترض دعم بلدية البسيط نظراً لأهميتها السياحية لنتمكن من تقديم خدماتها بشكل أكبر وأفضل بما تستحقه هذه المنطقة.

صباح قدسي- لانا شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار