الوحدة: ١٤-٣-٢٠٢٥
تزداد قيمة العمل الخيري في الأزمات نظراً للحاجة الملّحة إليه، حيث تقول الحكمة (خير المعروف إغاثة الملهوف)، وفي ظروف كالتي نشهدها يرتدي العمل الخيري لباساً إنسانياً خالصاً ناصعاً في بياضه، تبقى مفاعيله حاضرة في الوجدان.
تشهد اللاذقية مؤخراً تسابقاً لتقديم المساعدة للأهالي المتضررين جراء الاشتباكات الأخيرة، حيث نقف اليوم في مادتنا مع أول فريق بادر في هذا الاتجاه، وسجلنا مع أحد مؤسسيه الآنسة وعد العبدالله (مهندسة مدنية وناشطة بمجال العمل الإنساني) اللقاء التالي، الذي تحدثت فيه عن أهمية العمل ومراميه فقالت: بعد الأحداث التي حصلت بتاريخ السابع من الشهر الجاري، قررنا كسر حاجز الخوف والدخول إلى القرى التي شهدت اشتباكات مؤخراً عبر التواجد الميداني فيها، وتشجيع من يريد المساعدة من فرق وجمعيات بالتوجه وتقديم يد العون لأهالينا في تلك القرى.
وقد تواصلنا مع مديرية التنمية ووجدنا ترحيباً منها ودعماً كبيراً، حيث قدموا موافقة خطية، كما تواصلنا مع الأمن العام الذي تعاون معنا وصدّر أسماءنا إلى الحواجز لتسهيل مرورنا عليها.
وذكرت العبدالله أن إطلاق المبادرة لاقى قبولاً من المجتمع المحلي الذي تكاتف بشكل لافت، وقد تطوع معنا مجموعة من الأفراد الناشطين بالعمل المجتمعي وأشخاص مهتمون بالسلم الأهلي.
أما دور فريقنا في الفترة المقبلة هو التنسيق والتشبيك والاستبيان للوصول إلى الأهالي الذين لم يحصلوا على مساعدة بعد، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المستهدفين، وتوجيه الفرق لدعمهم وتأمين احتياجاتهم.
كما شاركنا تجربتنا مع باقي الفرق الذين تواصلوا معنا ووضعناهم بصورة الآلية التي اعتمدناها في تنفيذ مبادرتنا لكي يكون عملهم منظماً ويحقق النتيجة المطلوبة، ونقوم أيضاً بالتشبيك بين الأشخاص الذين هم بحاجة لدعم مع الفرق العاملة.
ونوهت العبدالله إلى أن المساعدات استهدفت 60 عائلة، وتضمنت سللاً غذائية وحلويات للأطفال، إضافة إلى الأدوية وصناديق المياه. وشددت على أهمية الدعم النفسي للأهالي في هذه المرحلة، وتأمين الاحتياجات اللازمة لهم، منوهة إلى ضرورة تأمين مواصلات آمنة ليتمكن الأهالي الذين لديهم أقارب بالمدينة من الوصول اليهم.
ياسمين شعبان