العـــدد 9284
الإثنـــــين 4 شـــباط 2019
الموقف الأدبي مجلة أدبية شهرية يصدرها اتحاد الكتاب العرب في سورية وقد صدر العدد الأول من هذه المجلة في شهر أيار عام 1971 وقد استمرّت دون توقف، ونتذكر العدد الأول الذي صدر وما يزال اتحاد الكتاب في مراحله الأولى في خلق بيئة ثقافية تقدمية تتيح للكتاب العرب باحثين وأدباء وشعراء أن يثبتوا العلاقة الوثيقة بين العمل الفكري أو الأدبي أو الفني وبين قضايا الحياة العربية المعاصرة.
وقد تصدّرت العدد الأول كلمةٌ توضح هدف المجلة ومسارها وأملها في أن تكون منبراً ثقافياً حقيقياً يوفّر المناخ لتجديد الإبداع وحرية الحوار، وإذا كان الهدف الرئيسي لهذه المجلة أن تسهم في رصد واقع الحركة الأدبية فإن الطموح أن تصبح لهذه المجلة مرآة تعكس التطلعات المعاصرة العربية والإنسانية، وتسعى إلى استكشاف ما يحمله النتاج الثقافي من بذور المستقبل وتفتحها.
احتوى العدد الأول من الموقف الأدبي مقالات ودراسات وقصائد، وقصصاً ومقابلة أدبية وموادّ أدبية وثقافية أخرى لأدباء رحلوا عن عالمنا بعد أن تركوا آثارهم الإبداعية في حياتنا الثقافية والأدبية.
كتب صدقي إسماعيل رئيس التحرير وكان رئيساً لاتحاد الكتاب العرب افتتاحية العدد، ومازالت تتمتّع بأهميتها الفكرية والفنية وتصور واقع النقد الأدبي في مرحلة ستينيات القرن الماضي، ويرفض صدقي إسماعيل وصاية النقاد على الأعمال الأدبية.
واحتوى العدد الأول ثلاث قصص لفؤاد الشايب وهذا القاص من الروّاد في القصة القصيرة وهي من مجموعته (تاريخ جرح)، وقد صدرت عام 1944 وهذه القصص المنشورة هي (الشرق شرق، وقبل المدفع، وجموح القطيع).
ونقرأ في المجلة دراسة عن علم النفس والشعر هي من ترجمة جلال فاروق الشريف، ونقرأ قصة الأديبة كوليت خوري (يا وحدنا) وكتبت القصة عام 1970 وبعد سنوات من نشرها يحق لنا أن نقول إننا نتألم، ونصيح (يا وحدنا) وتتحدث القصة عن الوطن، والقضية، تقول الكاتبة (فهمت أن القضية – قضيتي أنا- هي قطعة أرض عشت عليها وسأحارب من أجل أن أعيش حرّةً كريمة حتى الموت).
ويترجم إليان ديراني حواراً حول الرواية جرى بين روائيين فرنسيين وإسبان، وإيطاليين وبريطانيين، ومن المهم الاطلاع على هذا الحوار الذي جرى قبل نصف قرن حول الرواية في الغرب وتبديل المجتمع والرواية الجديدة وأزمة الفن الروائي.
عزيز نصّار