الوحدة 19-11-2024
أمّا المليون فهي سعر وسطي لطن الحطب، بالعموم دخلنا إلى موسم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، وخاصّة في الجُرود الباردة والجبال العالية، وقد بدأ البرد يدكّ عظام ومفاصل القاطنين هناك، وهذا الأمر يقودنا إلى مازوت التدفئة، ونسب التوزيع التي تقع ضمن المنطق الخجول حتى الآن، في (اللاذقية وطرطوس). وهذا الوضع أصبح بحاجة لما يُشبه السّحر لتلافي التأخير والظفر بخمسينية المازوت الموعود، ثم الاصطدام بالمبرّرات الرسمية، علماً أن كل يوم تأخير يقدّم وجعاً مُضافاً على سكّان المناطق الباردة للمحافظتين، فقد يُطبق الطقس والثلوج على طُرقاتهم في أي تغيّر على حالة المنخفضات الجوية، فتذهب المخصّصات وتُكتب رسالة حزينة أخرى. وعلى المقلب الآخر البديل (الحطب)، أصبح تأمينه يشبه المغامرة، وبدأ البعض يؤدّب الأشجار المثمرة المجاورة بقسوة، ويستخدم المنشار العريض في تقليمها وإزالة الجُذوع القديمة بحجّة تجديد الفروع والتهوية، أمّا النّية الحقيقية المبطّنة لهذا الإجراء هو لإطعام المدفأة وكسر سُموم البرد في المنازل، لأن الوضع العام الخاص بالحطب لم يعد يشفع لأحد، خاصّة بعد الموجات المتلاحقة من الحرائق، وصعوبة الأحكام الخاصّة بالتحطيب الحِراجي، لتتم العودة إلى ال ٥٠ ليتر من مازوت التدفئة، وعملية حرق ٢٥٠ ألف ل.س في زمن بسيط ضمن المناطق الباردة، وهل هي كفيلة بإنعاش أبدان الأطفال والعجائز، لشتاء وثبات قد يمتدّ طويلاً؟!
سليمان حسين