سنارة صيد وسمكة

الوحدة: ١٥-١١-٢٠٢٤
كانت السياحة هذا الصيف في أوجها في مشقيتا وأطرافها وقد أينعت صيتاً وجمالاً ورزقاً، حيث عشرات البولمانات تمر أمام بيتنا بالإضافة لأضعافها من السيارات الخاصة، إذ كثيراً ما كان يضيق الطريق ليكون بأزمة سير واختناقات مرورية فتتواجه البولمانات والسيارات ذهاباً وإياباً، مما يفرض على بعضها أن يتنحى جانباً ويمر نظيره، فالطريق لا يتسع لسيارتين معاً، والكروبات الشبابية والجامعية وغيرهم من الرفاق والأصدقاء ومن الأهالي والشباب الذين شدوا الأحزمة لأجل صيد ونزهة وبلا تكلفة، فقد أحضروا بعض الوجبات الخفيفة، هذا ما أكد عليه بعض أهالي القرية القريبين من الطرقات، والمضيفين و المصطافين ومن في ركبهم.
وما زالت السياحة عامرة في ديارنا فالسيارات الخاصة وبعض البولمانات لا تخلو من الطريق الواصل للنهر والبحيرة، حيث الغابات الغافية بعيون ساحرة بالبهاء ورفعة النهر الجاري المتاخم لها، ورغم كل ما عصف بالمنطقة من حرائق حولها لا زالت تشدو وتصدح برونقها.. هذا ما أشار إليه بعض الشباب القادمين من دمشق، والذين حلموا بزيارتها من كثرة الحديث الذي سمعوه من أقارب وجيران زاروا المكان، وما شاهدوا من مناظر على النت، فكان لهم أن تجمعوا في فريق وتواصلوا مع المطعم المرتاح على أطراف النهر ليأتوا مسرعين. وقد وفروا للرحلة ما يلزم من أغراض ومتاع للتخييم حتى التكاليف والمصروفات مقبولة، كما قالوا: لكن تبقى الخدمات ضعيفة من مياه شرب ومواصلات، فموقف السرافيس بعيد جداً عن النهر، والنقل إليه مكلف جداً خاصة في هذه الأيام وحتى النظافة قليلة، إذ الأكياس السوداء تكسو التخوم مع فوارغ المشروبات في تشكيل مزرٍ وفيه التشويه، لكنه هيهات أن ينال من بهاء الطبيعة وقوامها الأخاذ. فهي تنضح بما وهبها الله وصورها لتتجدد باستمرار، رغم تطاول يد البعض من الزوار على أعشابها البرية والعطرية ونزعها من الأرض، وقد أكدوا أن ما وقعت أنظارهم عليه من جمال الطبيعة والنسمات المنعشة يفوق ما كان في الأذهان، وتجاوز ما سمعوا به أو شاهدوه من قبل في مناطق أخرى وبلدات، وأكدوا أنه في الصيف القادم ستكون لهم إقامات لأيام.
الطفل أمجد ميا أكد أنه كان يأتي مع والده كل يوم إلى النهر لأجل الصيد، واليوم يأتي في العطلة لأنه مداوم في المدرسة باقي الأيام، ووالدته حضرت لهما الزوادة والشاي وبعض البسكويت، وهو ما يفرح القلب، كما أن والده يعلمه الصيد.
أبو نزار يأتي للصيد من الفجر وقبل طلوع الشمس، فقد اعتاد الأمر ويداوم عليه منذ عشرات السنوات، فيأتي لعائلته بعشاء كل يوم، وقد يزيد، فيبيعها أو يهبها لقريب أو جار، يقول: الحمد لله هذا النهر فيه كل الخير والجمال، أقصده ليس للصيد فقط، بل للراحة أيضاً والاستجمام، حيث أصب كل همومي وتوتري في مائه الصافي.
هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار