العـــــدد 9383
الثلاثـــــاء 9 تموز 2019
في بداية 2018 الماضي كتبت أكثر من مقال صحفي عن الواقع السيئ لجزيرة أرواد، وطالبت بتنفيذ الدراسة التطويرية التي أنجزتها وزارة السياحة لهذه الجزيرة بعد أن صدر مخططها التنظيمي، وفي أيار من العام المذكور أقامت وزارة السياحة ومحافظة طرطوس بالتعاون مع مجلس بلدة أرواد ورشة عمل تحت عنوان (تأهيل أرواد وتطويرها سياحياً) حضرها وزيرا السياحة والنقل والمحافظ وفعاليات مختلفة ويومها كتبنا عن الورشة وذكرنا التوصيات التي خلصت إليها وتمنينا ألا تبقى دون تنفيذ كعادة معظم الندوات وورشات العمل التي تقيمها جهاتنا العامة . . إلخ.
اليوم من حق أبناء أرواد أولاً ومن حقنا وحق زوارها ثانياً أن يسألوا عن مصير تلك التوصيات كلياً أو جزئياً، خاصة وأن تنفيذها سيؤدي حتماً إلى تطويرها سياحياً واجتماعياً وخدمياً، وأن عدم التنفيذ سيبقيها كما هي منذ عقود عديدة، ولمن نسي هذه التوصيات أو تناساها من أصحاب القرار المعنيين بتطبيقها ننصحه بالعودة إليها اليوم قبل الغد والبدء بتنفيذها وفق الإمكانات المتاحة والأولويات الضرورية بدل تركها حبراً على ورق . .
وحتى لا يكلف نفسه عناء البحث في الأدراج أو الأضابير (في حال قرر العودة إليها حقاً) نقول له إن الورشة انتهت لجملة مقررات وتوصيات أهمها: تحسين وتنظيف الواجهات وطلائها بالألوان المناسبة والملائمة لطبيعة الحجر الموجود والمناخ والرطوبة، واتخاذ الإجراءات الإسعافية لترحيل النفايات، وتوزيع حاويات قمامة بأعداد كافية وحجوم تتلائم مع الأزقة الضيقة بالجزيرة، وإقامة ورشات عمل تأهيلية وتوعوية تستهدف أبناء الجزيرة لدمجهم وإشراكهم في إجراءات تحسين وتجميل الجزيرة والحفاظ عليها، ودراسة تنفيذ المسارات السياحية من خلال البدء بتنفيذ المسار الرئيسي بشكل كامل مع التأكيد على ضرورة تنفيذ المسار الدائري في المرحلة التالية، والبدء بتنفيذ المرحلة الأولى من المخطط التنظيمي من خلال تنفيذ الرصيف في القسم الشمالي من المرفأ مع المزلقين وأعمال الردم الأولية ونقل القوارب من الجهة الجنوبية إلى الجهة الشمالية، وتنفيذ محطة المعالجة ومجمع الصرف الصحي مع البنية التحتية على الكورنيش الشمالي، وتنفيذ المنطقة الحرفية المكملة لصناعة القوارب، وتحسين وتطوير السوق التجاري في الجزيرة.
كما تضمنت رفع سوية الخدمات السياحية للمنشآت الموجودة حالياً، وتحسين زوارق النزهة وتأمين مركز سياحي، وتشجيع افتتاح مكاتب سياحة وسفر إلى الجزيرة وإبراز المواقع الأثرية والتاريخية من خلال البدء بترميم القلعة كأولوية ضرورية، وتدعيم الجزء المتبقي من السور الفينيقي واتخاذ إجراءات السلامة العامة بالنسبة للسور الأثري كحل إسعافي ومؤقت، وتحسين العمل في مرافئ الانطلاق من طرطوس إلى أرواد عبر معالجة تراكم الرمل والطمي في مرفأ الطاحونة بالسرعة الممكنة وتأمين ساحة وطريق مؤهل إلى مرفأ المارينا على الكورنيش البحري، ومعالجة تراكم الطمي بمرحلة لاحقة، والعمل على تنفيذ المشاريع المحددة كأولويات في المخطط التنظيمي عبر تنفيذ المشاريع الصغيرة ثم الكبيرة التي لا تحتاج إلى ردم وتنفيذ السكن البديل والمشاريع الملحوظة في المخطط ومن ثم إكمال بقية عمليات الردم والاستفادة من الأنقاض الناتجة عن تنفيذ أعمال المخطط.
أخيراً نقول إن أرواد وبحرها وكل من يحبها ينتظرون التنفيذ وليس التطنيش.
هيثم يحيى محمد