«أبناء الشـّمس».. وجوهٌ اعتمرت الفرح وعانقت الحياة

العـــــدد 9380

4 تموز 2019

 

  

بمناسبة اليوم العالميّ لأبناء الشّمس، وهو يوم يُعنى بتذكير المجتمعات بفئة الأطفال فاقدي الرّعاية الأسريّة، والأطفال المتسوّلين والمشرّدين، وموجّه أيضاً لأطفال العمالة والمتسرّبين من المدارس وكلّ ما يندرج تحت ذلك، وهي دعوةٌ عالمية للاهتمام بهذه الفئة والعمل على تعليمها وإدماجها في العملية التربوية بشكلٍ حقيقيّ وجادّ، نظّم فريق سيار التطوعيّ للعام الثالث على التّوالي احتفالية (أبناء الشّمس) في حديقة البطرني، بمشاركة عددٍ من المبادرات والفرق التطوّعية الأخرى، تضمّنت نشاطاتٍ وفعالياتٍ فنية وترفيهية وتعليمية متنوّعة.

 

عثمان جبور منسّق فريق سيّار باللاذقية أوضح أنّ الفعالية التي تقام للعام الثالث على التوالي تهدف إلى تسليط الضّوء على فئةٍ معيّنة من الأطفال، وإحدى الوسائل للاعتراف وجعل هذا اليوم عالمياً للأطفال، وتتضمّن فقراتٍ ونشاطاتٍ ترفيهية وتعليمية، وإطلاق حملة بطائرة ورقية تحت عنوان: حرّر نفسك، لمعالجة ظاهرة الإدمان عند بعض الأطفال، وأشار إلى أنّ الفعالية تستهدف أطفال الشّارع والمتسوّلين منهم إضافة إلى المتسرّبين من المدارس من عمر ستّ سنوات إلى خمس عشرة سنة، وتابع جبور: بعد الفعالية سيقام معرض أشغال يدوية بأنامل الأطفال أنفسهم وبمساعدة متطوّعي الفريق الذين يبلغ عددهم نحو اثنين وعشرين متطوعاً أغلبهم جامعيون، يتحلّون بالصّبر والأناة في عملهم، وشغفهم الكبير بما يقدمون بهدف نشر التّوعية الاجتماعية بين الأطفال. المتطوّعة زينة من جمعية سوق الضّيعة نوّهت إلى أنّ مشاركتهم اليوم في فعالية أبناء الشمس تأتي في إطار اهتمامهم بنشر الوعي الصّحي والغذائي، وتحديداً في زاوية «صغار كبار» التي شاركوا فيها أطفال الشّارع منذ البداية، وعملوا على دمجهم مع باقي الأطفال والتواصل معهم، ونشر المحبّة في قلوبهم كدورٍ إنسانيّ نضطلع به، وسنشاركهم اليوم الرّسم والتلوين بغية إدخال الفرح والسّرور إلى نفوسهم. بدورها منار عبّود منسّقة مبادرة ضيعتنا أشارت إلى أنّ مشاركتهم اليوم تأتي في إطار دعم أهدافهم بالتمكين المعرفيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ، وتواجدهم في هذه الفعالية لتجسيد رؤيتهم من خلال أنشطةٍ وفعاليات تعتمد التفكير والذاكرة، ألعاب وعرائس، سباق ومنافسة على الحلقات بمشاركة أربعة عشر متطوعاً، وضعوا قضية (أبناء الشمس) وهم أطفال الشوارع نصب أعينهم، هذه الشّريحة الحسّاسة والمهمّة لا يجوز تجاهلها أو تهميشها أبداً، وتابعت عبود: وجودنا اليوم خطوة أولى للفت انتباه العامّة لهذه الفئة وتسليط الضّوء عليهم من خلال أنشطة بسيطة لكنها كبيرة بمعناها، تذكّرنا بوجعهم وألمهم، فيما أكّد علي يوسف منسّق مركز إدراك حرصهم من خلال مشاركتهم في فعالية أبناء الشمس على ربط هؤلاء الأطفال المتسرّبين من المدارس بالتعليم بإعطائهم دفاتر خاصّة بهم مع قرطاسية كاملة، للكتابة والرسم بحرّية، خاصّة وأنهم فئة مهمّشة جداً بحاجة لمن يأخذ بيدهم إلى النّور وتسليط الضوء عليهم ولفت النظر إلى معاناتهم ومشاكلهم بغية إيجاد حلول تخفّف وطأة الضغوط الأسرية أو ضغوط مشغّليهم عليهم، تجدر الإشارة إلى الفرح الكبير الذي ساد جوّ الاحتفالية واعتلى وجوه أطفال لم يجد طريقه إليهم يوماً . . ضحكت وجوههم الملونة برسومات غيّبت ملامح حزن وألم وأسى وشقاء لفحتهم الشمس بهم طويلاً.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار