يلفظهــــا البحــــر فتتلقفهــــا أنامـــل «أبـــــو أيهــــــم»

العدد: 9377

1-7-2019

يلفظها البحر بأشكال وألوان متنوعة، يعجز الإنسان على تنفيذ مثيلتها، يسكن البحر فيها وألف حكاية وحكاية . . .
أصداف بحرية مميزة من طبيعة شواطئنا السورية من اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس . . تدخل في أجمل الأعمال الحرفية منها: تطعيم الخشب بالصدف، هذه المهنة التي تعلمها نادر عبد اللطيف بدعه مواليد 1958 منذ أكثر من 30 عاماً عندما ضاقت الحياة به ذرعاً يبحث عن فرصة عمل ليؤمن لأسرته احتياجاتها، عندما كان الفقر ينخز بالأحلام . .

أبو أيهم بعد رحلته الطويلة من العمل والإبداع يتحدث عن تجربته وقد أمضى سني عمره هنا على شاطئ هادئ دافئ، شمسه لا تفارق قلبه الطيب في طرطوس عند مدخل ميناء أرواد، عرفه الزوار القادمين لزيارة تلك الجزيرة المميزة . .
عرف بتصاميمه المميزة من الخشب المطعم بالأصداف بأشكال مختلفة كعلب محارم على شكل نخلة، وصناديق وتحف تذكارية بالإضافة إلى بعض الأصداف الكبيرة التي يتم حفر الأسماء وبعض العبارات عليها . .
يقول عن تجربته: بدأت أنا وزوجتي هذا العمل المميز نتيجة الحاجة والفقر فصارت مصدر رزق وعيش رغيد بمواد بسيطة مكونة من الأصداف التي كنا نجمعها من الشاطئ ونشتري التصاميم من المنشرة بالإضافة إلى السليكون والخشب والرمل واللاصق، وبعد 30 عاماً من العمل صار لدي ثلاث ورشات نعمل بها معاً وأمّنت العديد من فرص العمل لبعض الأسر المحتاجة وبنفس المواد استطعنا الاستمرار مع تطوير التصاميم حسب الحاجة، وعموماً الأصداف التي نجمعها والتي نشتريها تحمل أفكارها معها، هي ثروة لمن يعرف قيمتها الفنية . .

شاركت بمعرض دمشق الدولي لسنوات طويلة بالإضافة إلى مهرجانات الشيخ بدر ومشتى الحلو وبانياس ونواعير حماة ولكن خلال الحرب قلّت المشاركة خارج المحافظة وصرنا نعتمد على نشاطات اتحاد الحرفيين ضمن المدينة والريف . .
أمّا عن الأسعار فهي تعادل الكلفة ومناسبة للزوار باختلاف ظروفهم المادية، وأحلامنا أن تعود سورية آمنة وأن نتجاوز أزمتنا الاقتصادية حتى تتعافى جراح الناس وتنتعش السياحة . .
ويتابع أبو أيهم حديثه عن حبه لهذا العمل: هو مصدر رزق استطعت أن أؤمن فرص عمل لأولادي ولا يمكن التخلي عن هذه المهنة!

زينة هاشم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار