طفل مصاب بالتوحـُّد يبدع في الرسم

العدد: 9377

 الاثنين 1-7-2019

خلال حديث خاص مع الصديقة السيدة شهيدة سلوم مديرة جمعية التوحُّد، طلبتُ منها أن تحدثني عن حالة مميزة من الحالات التي تصادفها في عملها، فأخبرتني عن طفل اسمه حسان الأسعد، في العاشرة من عمره، وعلى الرغم من إصابته بالتوحُّد فهو يمتلك موهبة رائعة في الرسم، إذ إنه حين يرى أي شيء يحبه يعود إلى البيت كي يرسمه بأدق تفاصيله، بصورة غيبية خلال دقائق، وكأن ذاكرته آلة تصوير عالية الدقة، وهو إما أن يرسم بقلم حبر أزرق، وإما بقلم رصاص، وقالت السيدة شهيدة: حين أقامت جمعيتنا مسيرها السنوي منذ شهرين تقريباً كان التجمُّع أمام مبنى محافظة اللاذقية، وكان الطفل حسان واحداً من المشاركين في هذا المسير، وقد تفاجأتُ بعد عودته إلى البيت باتصال هاتفي من والده يخبرني فيه بأن حسان قام برسم مبنى المحافظة بكل دقائقه وتفاصيله، وحتى بأسلاكه الكهربائية غير المنظمة، وكل ذلك كان خلال دقائق.
ثم أشارت إلى أنه على الرغم من موهبة حسان العالية، فهو مرفوض من المدارس كلها، ولم تجد أسرته أي مكان يعمل على احتضان هذه الموهبة وتطويرها وتبنيها، وهنا تتساءل: لماذا هناك دائماً رحلة معاناة وألم مع المدارس التي ترفض استقبال هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية واهتمام خاص؟
وأخيراً أضافت السيدة شهيدة قائلة: إن مثل هذه المواهب لا ينبغي أن نتغافل عنها، لكونها يمكن أن تشكّل اعتزازاً وفخراً للوطن فيما إذا تم تطويرها بصورة جدية، وهنا لا بد من أن نذكر التوحدي البريطاني ستيفن ويلتشاير هذا الذي أصبح رساماً كبيراً، اكتسبت أعماله شهرة عالمية، ومُنِح الوسام الملكي البريطاني من أجل خدمة الفن.

د. رفيف هلال 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار