الوحدة: ٢١-٦-٢٠٢٤
مر العيد…أو ربما لم يمر…
في الحقيقة لم أعرف ما الذي مر من هنا، إنها المرة الأولى منذ سنوات التي لا يتقاطع فيها ظلّانا ولا يتوازيان ولو (بلفتة من بعيد)، لقد أخبرتك منذ فترة مضت أن اللفتة ماعادت تكفيني، والآن أحن إلى أيام اللفتة بعد هذا الغياب كله.
شربت قهوتي الصباحية مع أغنية(اشتقتلك اشتقتلك..سلام من روحي بعتلك) أردته صباحاً فريداً وليس بالضرورة أن يكون فيروزياً.
أثارت فضولي تلك التشكيلات التي ارتسمت في الفنجان بعدما أدرت القهوة فيه وقلبتها…أردت التواصل مع أحد أصدقائي التشكيليين لمساعدتي في قراءتها، لكني تذكرت أني عملت في مجال الصحافة التشكيلية لفترة تمكنني من قراءة مفردات تلك اللوحة.
في الحقيقية أخافتني القراءة بالقدر الذي أبهجتني فيه، فقد رأيت انفراجاً وذراعين تبسطان سلطان ضيائهما، وأهرامات… وأحصنة.. وكلها رموز تشي بالقوة، ولمحت حوتاً لم يكن يشبه (الحوت الأبيض) اللطيف في المسلسل التلفزيوني الذي تابعناه صغاراً، بل وجدته عدواً سيؤذيه أن تكون امرأة في مكان قوة…..في الحقيقة أظنني رأيت حيتاناً عدة وفراعنة أيضاً.
قرأت شيئاً يشبه اسمك…كان ضبابياً بعض الشيء، مثل مواقفك…
قرأت كثيراً من الأشياء التي فسرتها بما يتناسب مع نفسيتي المتأزمة بسبب الانقلاب الصيفي، كل تلك الحرائق من حولنا وفي داخلنا والصيف لم يبدأ بعد…كم كرهت الصيف!
وحده الخريف فصلي المفضل…!
عزيزي…
يسألونني كيف أكتب عن الحب في هذا الزمن الأغبر، بماذا أجيبهم؟
هل أخبرهم أنه المجال الوحيد الذي نكتب فيه من دون رقابة…. وهذا كذب طبعاً، لأننا لا نكتب حرفاً من دون أن يؤول ويفسر ويترجم.
هل أرد بأني عاشقة؟
هذا بديهي… الجميع يعلم أني في حالة عشق دائمة.
أأقول الحقيقة بأني قرفت من قول الحقيقة، لأنني كلما كتبت نقداً لحالة أدبية أوسياسية أو نقابية أو تربوية أو خدماتية، تنخز الشوكة أحد أصدقائي فأخسره ويشن حرباً ضدي.
قالت لي إحدى العزيزات:
عليك أن تفصلي شخصيتك الصحفية عن عملك الوظيفي… الصحافة سلطة رابعة، وهذا كلام لايناسب الموظف.
وقال لي أحد الأعزاء: أنت تحبين الأضواء ولا يمكنك الابتعاد عن دائرة الضوء.. وهذا لايناسب حياة الموظف.
وقال لي أعز الأعزاء: رجاءً لاتكتبي شيئاً بعد الآن.
ثم بعد….
مارأيك يا صاحب الظل الثقيل؟
هل الضياء تهمة، وهل قول الحق تهمة، وهل الحب تهمة؟
أخبرني يا عزيزي، من يحاكم الشمس بتهمة الإشراق؟
من يجرّم المطر لأنه يتكتك على نوافذ القلوب…
من يوقف نزيف اشتياقي إليك… لصباح نشرب فيه قهوة منكّهة بالضوء، نثرثر فيها عن كل شيء إلا الحب، عن برامج المرشحين ووعودهم الخلبية، وعن حظوظ الجدد أمام العمالقة الخبراء؟ وعن دخول مصطلحات وتراكيب لغوية في أحاديث العامة من مثل (المال السياسي).
متى نلتقي لنتحدث عن فرصة المرأة في استلام المناصب الإدارية المفصلية، ورأيك المتخلف حول ذلك، وسخريتك من الأمر برمته؟
عزيزي..
شرحتلك سبب غلبي ..يا ظالم قول شو ذنبي…
جمعتلك دموع قلبي…وبرمش العين كتبتلك…
يا صاحب الظل الثقيل…
(اشتقتلك… اشتقتلك..)
نور نديم عمران
تصفح المزيد..