الوحدة:26-5-2024
الحب هذا الساحر الماكر الذي من أجله ينقبض الصدر شوقاً، ويشكو العاشق هواجسه التي لا علاقة لها بالواقع، والتي تدفعه إلى العيش في عالمه الخاص.
هذا الحب في نظر العلم ليس سوى حركة هرمونات في الدماغ، ولاشيء غيرها!
فما هي العوامل التي تجعل القلب يخفق بسرعة؟.
ولماذا نلعب دور المراهق الساذج أحياناً عندما نخوض في العلاقات العاطفية؟. وما الذي يجعل أكثر العلماء موضوعية عاشقاً تائهاً إذا ما اقتحم الحب حياته؟ هل الحب جنون مؤقت فعلاً هذا مايلخصه الباحثون في شأن الحب ولهم حكايات وحكايات من شأنها أن تخفف لوعة العاشق الذي تتحول لحظات الانتظار، بالنسبة إليه لساعات لا تنتهي كما انهم وضعوا الرومانسية في خانة الغرائز، وهي غريزة توازي السعي، فالحب لا ينبع من الأحاسيس بل هو (ديناميكية) تتفوق بقوتها التي من الممكن أن نشعر بها حيال أكثر من شخص. (الحب) الذي من أجله نخوض أشرس المعارك النفسية مع أنفسنا، ومن أجله أيضاً نوظف مخيلتنا وأحاسيسنا، نكتب الروايات ونعيش جحيم الغيرة، لسوء الحظ هذا مايزعمه بعض الباحثين في شأن الحب الذي يكثر الحديث عن نظرياتهم في العالم.
عندما نكون في حالة رومانسية نتأثر بتصرفات الشريك حيالنا، إذا أحسن تصرفه معنا نحلق في سماء السعادة، وإذا تجاهلنا تتعب نفسيتنا وغالباً ما يكون رد فعلنا غريباً، وكأن الشريك هو المسؤول الأول والأخير عن مزاجنا.
أما عندما نتعلق بالشريك، فإننا نكون قد تخطينا مرحلة المشاعر الوردية، يؤول الشعور بالشغف المجنون إلى شعور بالاطمئنان والأمان، فنشعر عندئذ بأن عواطفنا المتأججة والمشحونة قد هدأت، وفي هذه المرحلة تحديداً نرى الشريك على حقيقته إنساناً ضعيفاً مثلنا له أخطاؤه ولحظاته (الشريرة).
كما اكتشف أن بعض الأجزاء في الدماغ تفقد فاعليتها الكيميائية لفترة، ولهذا السبب يقال عنا أحياناً إننا عميان ولا نغض الطرف عن أخطاء الشريك فحسب بل نحولها إلى ملحمة شاعرية، ويبدو أن هذه هي طريقة الدماغ في تسهيل مهمة وقوعنا في الحب.
أما لماذا نختار هذا الشريك وليس غيره لكي نقع في حبه؟ فالسبب يعود إلى التوقيت، إذ غالباً ما يكون علينا أن ننتظر الوقت المناسب الذي نصبح فيه جاهزين لإعطاء الحب قبل أن نقرر خوض مغامرة الزواج ومع وجود هذه الهرمونات والنشاطات المشبوهة في الدماغ، يبدو أن علينا إعادة النظر في قصص الحب من أيام قيس وليلى إلى يومنا هذا.
لمي معروف