الوحدة: ٢٤-٥-٢٠٢٤
كنت أعتقد أني أستطيع عجن قرص الشمس بيدي، لأصنع منه الحلوى، والألعاب، وقمر الدين، وأشياء أخرى حلوة المذاق!!
ذات طفولة بعيدة.. لم يكن الرغيف يعني لي كثيراُ، وكانت أمي تندب حظها أمام الجارات لأني قد أقضي يوماً كاملاً دون تناول الخبز، وربما أستعيض عنه بالبسكويت وأقراص العجوة التي كانت موجودة بوفرة وبأسعار رخيصة في دكان قريتنا!
كنا سعداء..
لم تكن أخبار “الفيس بوك ” تهددنا بتنبؤات الطقس.. وأخبار السيول، والفيضانات، والأعاصير، والمجاعة في كل أنحاء العالم.
في طفولتنا كنا نحاول قطف النجوم من مداراتها لنزرعها فوق وسادتنا الحالمة!
اليوم نقطف الدموع.. ونخفيها في سلال الكتمان والحيرة حتى نستطيع النوم..
في إحدى قصص الأديبة غادة السمان..”الرغيف ينبض كالقلب “، يشدني حوار مع الصياد حين تسأله:
ألم يحدث وشعرت بالحزن لموت سمكة وأعدتها إلى البحر وهي تئن وتحتضر؟!
يجيب: لا ياسيدتي.. لأن صوت أولادي وهم يجوعون هو وحده الذي أسمعه.
اليوم.. وبعد أن كبرنا وتضاعفت همومنا وأعمارنا.. نستطيع أن نغفر للذين سبقونا.. انشغالهم بالرغيف.. وفقدان جزء من قصصهم الحالمة وشغفهم بتفاصيلها!!
ومع ذلك..
لازلت أتخيل أن الشمس برتقالة جميلة..
وأن أشياء كثيرة دافئة في حياتنا تنبض كالقلب!!
منى كامل الأطرش
تصفح المزيد..