الوحدة 8-4-2024
يُعَدّ الجُلاب أحد المشروبات الرمضانيّة الشعبيّة المتوارثة، فهو مشروب أساسيّ وصحيّ على الموائد الرمضانيّة.. فمشروب الجُلاب السوريّ الأصل هو الأكثر شهرة من بين أنواع مشروبات الجلاب الشاميّة المتنوعة.. ذلك بحسب مكوناته وعملية إعداده بطريقة صحيّة ومتوارثة حسب الأصول.. لاسيما إنّه يضفي طابعاً خاصاً إضافة إلى مذاقه الحلو المميّز والمنعش..
المكونات الرئيسيّة في مشروب الجُلاب المُحضّر بطريقة صحيّة بحسب الأصول هو إضافة ماء الورد الدمشقي إلى دبس الزّبيب أو دبس التّمر خالٍ من البذور.. ويُقدّم كوباً من هذا المشروب المُخفّف بالماء البارد مع إضافة قليل من بعض المكسرات النيئة لإضفاء طعْمِه المميّز، ولزيادة قيمته الغذائيّة والصحيّة.. كما يُقدَّم إلى جانب الحلويات الشعبيّة..
تكمن فائدة مشروب الجُلاب في احتوائه على الأحماض الدهنيّة بما في ذلك: أوميغا٣، والسكريات الطبيعيّة الغنيّة بما في ذلك: الغلوكوز، ومواد بروتينيّة.. وكذلك الألياف الغذائيّة الغنيّة.. ذلك إلى جانب احتوائه على عناصر غذائيّة أساسيّة مع عدد من الأملاح المعدنيّة والعناصر الحيويّة المهمة للجسم بما في ذلك: الزنك، المغنزيوم، الفوسفور، المنغنيز، البوتاسيوم، الكالسيوم، النحاس، والحديد، إضافة إلى احتوائه على العناصر الغذائيّة الأساسيّة بما في ذلك فيتامينK، فيتامينA، فيتامينD، ومجموعة فيتاميناتB وعلى رأسها فيتامينB3، فيتامينB6، وفيما يحتوي على فيتامينC، الذي يُعدّ مصدراً رئيسيّاً غنيّاً ويُعرف باسم حمض الاسكوربيك “Ascorbicacid”، فهو يُغذّي الجهاز المناعيّ الخلويّ ويُقوّيه ويدعم وظيفته الصحيّة وينشّطه بفعالية، إضافةً إلى دوره المهمّ في مساعدة خلايا وأنسجة الجسم على تحفيز إنتاج الكولاجين الطبيعيّ، وتنشيطه، وإعادة تجديد الخلايا والأنسجة التّالفة من الكولاجين، وكذلك السيلينيوم، الذي يعدّ من مضادّات الأكسدة القويّة، إضافة إلى خصائص الجُلاب الفعالة المضادة للأكسدة و للالتهابات و للميكروبات بفضل محتواه على مركبات الفلافونويد “Flavonoids”..
ووفقاً لدراسة صحيّة يمتلك الجلاب السوريّ بعض الفوائد الصحيّة وفقاً لمكوناته وطريقة إعداده، يتميّز الجلاب بأنّه يساعد الجسم على امتصاص العناصر المغذّية بسرعة ويهيّئ عمل المعدة بشكل سريع ممّا يخفّف من ألم المعدة، ويعزّز عملية الهضم الصحيّة، ويعد بمثابة مليّن، ويُحسّن عمليّة التّمثيل الغذائيّ للجسم.. إضافة إلى دوره في النشاط والحيويّة لما يمنح الجسم بمقدار كبير على الطاقة اللازمة بشكل فعال وسريع التي تساعده على تنفيذ المهام الجسديّة والعقليّة والفكريّة والأنشطة المختلفة.. فضلاً عن فعاليته في ترطيب الجسم وحمايته من التجفاف ممّا يساعد على زيادة الكفاءة الوظيفيّة للأجهزة الحيويّة في الجسم، ويقلل من حدّة العطش.. وله دورٌ بارزٌ في تقوية الجهاز العصبيّ ومعالجة الخلل فيه، ومن ناحية أخرى يساعد على تهدئة الأعصاب لما يمنحه من إحساس بالانتعاش.. إضافةً إلى أنّه يساعد على زيادة الهيموغلوبين في الجسم وفي ذلك يسهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء بصورة جيدة فضلاً عن علاج فقر الدم والأنيميا، ويدعم صحّة القلب والأوعية الدمويّة..
وفائدة أخرى، يلعب مشروب الجلاب دوراً حيويّاً في تعزيز وتحسين وظائف الدّماغ الأساسيّة حيث يمدّ خلايا الدماغ بقدر كبير من الغلوكوز “Glucose” و”Omega3″، لعمل المخ وزيادة نشاطه ورفع معدلات ترويته بالدم ما ينعكس إيجابيّاً على التفكير والأداء الذهنيّ والمعرفيّ بالتالي فهو منبه ومنشّط للذّاكرة ويُساعد على زيادة التّركيز الذهنيّ.. كما أنه يحد من تدهور وتراجع القدرات المعرفيّة الذهنيّة والتفكيريّة ويُقلّل احتماليّة الإصابة بمرض فقدان الذّاكرة (الزّهايمر) مع التقدّم في العمر.. وغيرها من فوائد وأهمية طبيّة صحيّة أخرى..
من جهة أخرى، يُعد تناول كمية قليلة أو معتدلة من هذا المشروب آمناً عموماً.. لكن يُنصح عدم الإفراط في شربه لما له من أضرار عكسيّة وسلبيّة على بعض المرضى.. وينصح عدم تناول أقراص الفيتامينات وحبوب المكملات الغذائيّة تزامناً مع شرب الجلاب الذي يحتوي على القيمة الغذائيّة العالية لكي لا يسبّب اختلالاً في توازن الفيتامينات في الجسم.. على كل حال يرجى استشارة الطبيب المختص..
إعداد: سها أحمد علي