تكلم أيها الحجر ؟!

الوحدة: ٦-٤-٢٠٢٤
بَعْدَ أنْ فرِغَ الفنانُ الإيطاليُّ المثَّال «مايكل أنجلو» من تمثال سيدِّنا النبيِّ موسى (ع) المعروض في الأكروبول في روما قال له: انطُقْ !..
فلم يَنْطُقْ التمثال..! فضربَ يَدْهُ اليسرى
بإزميلهِ الذي صنَعهُ به.. لأنَّ التمّثال لم يَنْطُقْ..!
ومِنَ الطبيعيّ ألا يَنْطُقَ الحجر ولا التمثال..؟!
كأني بمايكل أنجلو يقول: إنَّ الفنان العظيم قادرٌ على إنطاق ِ حتَّى الحجر
– في كتاب «فنّ الشعر» يقول أرسطو الحكيم: إنَّ الفنَّ محكاة ٌ للطبيعةِ..
والطبيعةُ هي الفنّانُ الأعظم..
فلو ألقينا نظرةً إلى تضاريس الكُرةِ الأرضيّة أو ثُريّات السّماء لوجدنا أنْفسَنَا أمام لوحاتٍ وإراءات يَعْجَزُ الإنسان عن محاكاتها أو التشبّه بها.
– حينَ رسمَ «ليوناردو دافنشي»
لوحةَ الموناليزا المعلّقة الآن في متحفِ «اللّوفر» في باريس وَيُؤمُّ زيارتها كلَّ يومٍ مئاتُ السّواحِ المتفرِّجين.. احتار نقّاد الفنّ التشكيلي أهي تبتسم.. أم تبكي؟!
أهي وجْهُ ليوناردو الخبيء خلْفَ
ثنيّاتِ هذه اللوحة؟!
– وحينَ رسمَ «فان غوغ» الفنان الهولانديُّ
زهرةَ عبّاد الشَّمس فَجَعلَ فيها تموّجات من وجه سيِّدتِنا العذراء.. والأساطير الاسكندنافيّة القديمة وقال أحدُ الذين شاهدُوها من عظماء الذوق:
إنّ عبقريّةَ هذا الفنان جَعلَتْ اللوحةَ تتمايلُ مع ميلان الشَّمس علماً أنّه معروف لدينا أنَّ زهرة عبّاد الشَّمس تسْطعُ أوراقها وتُشرِقُ مَعَ شروقِ الشَّمس ثُمَّ تذبلُ عند المغيب..
من إيماءة الحال
إنّ الحقيقةَ- مهما قيلَ- جارحةٌ
أَيُرجِعُ الجرحُ قلْباً عَنْ تماديهِ؟!
كأنّني في فيافي العمْرِ مُرْتَحلٌ
بينَ المنافي بقلبٍ فيهِ ما فيهِ
أعادَ في الدّالياتِ الميسِ خمرتَها؟!
د. مالك كامل الرفاعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار