التشكيلية المبدعة عدويّة ديّوب… وثلاثون عاماً من العطاء

الوحدة :3-4-2024 

تعدّت تجربة عدوية ديّوب التشكيلية المبدعة من اللاذقية، الشفافية، الإثارة، الالتزام الانتماء والإبداع عبر ثلاثة عقود لتتخطاها بفرادة تشكيلية: أنّها تجاوزت خصوصية تجربتها كفنانة لتنشر ثقافتها ومعرفتها التشكيلية للنفع العام ولترفع بذلك من المشهد التشكيلي في المحافظة. وكما يقال بالعامية (لو الحيطان بتحكي) لكانت تكلمت عن مساهمات ديّوب المثمرة في الفعاليات التشاركية المجتمعية التشكيلية وخاصة مع الأطفال، والتي تضيف فيها في كل مرّة قيمة وبصمة لا يمكن إنكارهما.
وأن تكون لنا وقفة معها، لنلقي الضوء على جزء من تجربتها قد لا يفي بإنجازاتها التي لا يمكن حصرها بمقال، ولكن هو نوع من الشكر المعنوي، وتعبير عن الامتنان لها من جريدة الوحدة التي رافقتها على مدى عقود.

عن تجربتها تحدّثنا فتقول: كانت دراستي للفنون الجميلة في أوكرانيا فرصة للاطلّاع على أوجه مختلفة للفنون والثقافات الشرقية والغربية وحتى العالمية من خلال المقررات الجامعية.
وبعد حضوري إلى سورية، وبعد مغامرة السفر ودراسة الفنون رغم كل التحديّات المجتمعية والأسرية، ممّا جعلني محمّلة بالأماني والمسؤوليات الفنية والاجتماعية والإنسانية الخاصة بالهوية الوطنية، والخصوصيّة المحليّة المعبّأة بسحر الشرق، وجلال وجدانه، ونُبل قيمه وأخلاقه.
الأمانة التي أصبحت واقعاً ملموساً من خلال تجربتي، وتطور ملامحها المجتمعية، بعيداً عن الأنانية الفردية، ولتصبح مشروعاً عاماً على مستوى المحافظة ولأجيال مختلفة من خلال إدارتي لمكتبة الأطفال العمومية، والتي أشغل فيها حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة.
والتي قدّمت من خلالها برنامجاً وطنياً ومعرفياً راقياً،أصبح نموذجاً ناجحاً يُقتدى به، ومصدر فخر لكلّ من شاركني العمل بهذا المشروع. وتوضح بأن ذلك من خلال:
– تقديم جسم المكتبة كمركز مصادر تعلّم متنوع، لتكون مكتبة معرفية آمنة ونظيفة تليق بنا وبأطفالنا ومرحّبة وداعمة للعشرات من أصحاب الخبرة، والاختصاصيين من سورية ومن خارجها، والمئات من المتطوعين الشباب والأطفال والبالغين.
– تقديم المئات من الأنشطة المكتبية والتعليمية والمعرفية الفنية التي واكبت أجيالاً متعددة من أطفال ويافعين وشباب.
– تقديم المكتبة كخزان دائم ومتفاعل للموارد البشرية المتنوعة واستقطاب العشرات من الورش التدريبية والتعليمية للكبار والصغار.
ومما تجدر الإشارة إليه تقديم مجموعة من الأفكار التي تحوّلت إلى مشاريع متميزة ونوعية، كمشروع حملة /عبّر عن نفسك/ بالعربي والتي استهدفت الشباب وركزت على الهوية البصرية المتعلقة بالملابس 2009-2010
– مشروع المدرسة المسائية 2012-2013 والتي احتضنت المئات من الأطفال الوافدين إلى محافظة اللاذقية أثناء الحرب.
– مشروع الكتاب القماشي 2016-2017 الذي استهدف السيدات المتضررات من الحرب والوافدات لمحافظة اللاذقية، وَهَدَفَ إلى إمكانية امتلاك فرصة عمل لهم وإعادة تدوير القماش وإنتاج وسيلة تعليمية آمنة للأطفال.
– مشروع/ فاصلة الموجة/ للأحداث في مراكز التأهيل، حيث قدّم برنامجاً شاملاً متضمناً دعماً نفسياً وتواصلاً نديّاً وتعليميّاً.
– مشروع/ لقاءات ملونة/ موجّه للفنانين التشكيليين والهواة من الشباب والمهتمين بالفن التشكيلي، ويهدف إلى الرسم في مراسم الفنانين، والرسم في الهواء الطلق وفي الساحات والمنشآت العامة والخاصة و… إلى غير ذلك.. فقد درّست مادة الرسم للسجناء في مركز ثقافي السجن المركزي في اللاذقية للذكور والإناث وساهمت في إطلاقه، كما شاركت بالعديد من المعارض الجماعية في سورية ولبنان وأوكرانيا ومعارض فردية، بالإضافة إلى العديد من الملتقيات الفنية والتشكيلية في اللاذقية ودمشق.
ومؤخراً وبسبب وجودي المستمر مع الأطفال، ووجود المحتوى المعرفي ولسنوات بين يديّ، دخلت ميدان الرسوم الموجهة للأطفال لاسيما الدوريات السورية كمجلة/ شامة/ ومجلة/ أسامة/. إضافة إلى القصص والكتب التي أصدرتها دور نشر عربية كدار أصالة ودار البنان ودار ميم اللبنانية والعديد من إصدارات وزارة الثقافة.
وقد فزت بالمرتبة الثالثة في مسابقة ممتاز البحرة لفنّ اللوحة الموجهة للطفل، والتي تتبناها وزارة الثقافة السوريّة سنوياً.
ومازال العمل جارياً على المجال التشاركي المجتمعي الذي يجعل من حياتنا أجمل وأبهى في عالم الفن والجمال.
محبتي للعطاء المعرفي التشكيلي لا حدود لها، وسأجتهد على تقديم المزيد إن شاء الله.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار