عودة نيسان!

الوحدة : 2-4-2024

عندما قال شاعر الإحساس المرهف نزار قباني: أحلى من عودة نيسان. كان يفرغ ما في قلبه من أحاسيس جميلة تختلج في صدره لقدوم شهر الربيع بألوانه المترفة بالدفء و الفرح.
جاء نيسان ليحكي بداية مشرقة للحياة بشمسه اللطيفة و نسائمه المفعمة بوافر الحبّ و التفاؤل.
عاد نيسان بعد غياب أطاله شتاء قاس ببرده، وثلجه و رعده.. و كما كانت تقول جدتي: البرد شدة!
بعد شتاء كان فيه ما فيه من الغربة و القلق الناجم من رهاب حديث العهد في صدورنا من الزلزال، رهاب يباغتنا فجأة مع كل منخفض يجلب في جعبته الريح والبرد و الرعد.
العود أحمد و أسعد تنتشي به القلوب التواقة لمواسم الفرح أملاً بغد جديد و فسحة من راحة البال خارج دوائر الخوف و الرهبة.
أذكر الآن فرحتنا و نحن صغار في المرحلة الابتدائية بقدوم شهر نيسان لأنه شهر الرحلات المدرسية التي كانت تحملنا إلى قمة الفرح و الشغف.. ننتظرها من العام إلى العام بقلوبنا الصغيرة التي تنبض سعادة و شوقاً مع إشراقة هذه الأيام من كل ربيع.
عاد نيسان لهفة أخرى و بهجة أخرى.. كبرت قلوبنا و أتعبها الدهر بشتاءات طويلة من البرد، وقسوة الأيام الضنينة.. كبرنا و ما زالت تتلهف بذيّاك الشغف و اللهفة كما كنا صغاراً.
و لكننا اليوم نحتضنه بقليل من الأمل.. بأحلام متكسرة.. و بكثير من الحزن.
أهلاً بك يا موسم الفرح أهلاً بضيف وافد نتلمّس في إشراقة وجهة بضع هدايا لقلوبنا الهرمة..
بضع همسات دافئة لأرواحنا المتعبة..
أهلاً نيسان، وليس هناك أحلى من عودة نيسان.

نور محمّد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار