“الجولان العربي السوري.. أرض وجذور” في محاضرة فكرية

الوحدة:25-2-2024

تقع محافظة القنيطرة في الجنوب العربي من القطر العربي السوري، حيث تبلغ مساحتها /1860/كم2، وكلمة القنيطرة تصغير لكلمة قنطرة (جسر) التي تعني أنها عبور من وإلى فلسطين والأردن ولبنان وسورية، وهذا ما زاد من أطماع الصهاينة بها لموقعها الاستراتيجي.
عرفت هذه المحافظة باسم الجولان، وتميزت بتضاريسها المتنوعة من قمة جبل الشيخ التي يبلغ ارتفاعها /2814/م إلى بحيرة طبريا التي تنخفض إلى /212/م عن سطح البحر. بهذه المقدمة استهل الباحث بسام جبلاوي محاضرته بعنوان: الجولان العربي السوري أرض وجذور، وذلك وسط حضور كثيف ملأ صالة فرع العاديات باللاذقية، في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في المحاضرة من مضامين أغنت الموضوع المطروح…
بداية أكد الأستاذ بسام جبلاوي: أن محافظة القنيطرة تعتبر من أغنى وأثرى المحافظات السورية بالآثار المنقولة وغير المنقولة (المادي واللامادي)، هذه الآثار تتحدث عن فعاليات مكان الجولان على مر العصور التاريخية المتعاقبة، فكانت عمارة الحصون والقلاع والنحت في لوحات الفسيفساء وروائع الإبداع الفني في الآثار الزجاجية والفخارية والمعدنية والعاجية، وبناء الأقنية وحفر الآبار، وثيقة نشطة فعالة جعلت من منطقة الجولان محطة هامة في جميع المجالات العمرانية والثقافية والمدنية، وأرض الجولان تضم في كل شبر أثراً يدل على عروبتها وتمسك الإنسان العربي بها من أقدم العصور، وهي غنية جداً بالمواقع الأثرية والمدن مثل مدينة الحمة التي تعتبر من أشهر المعالم الأثرية والسياحية العالمية بوجود مياهها المعدنية والآثار أهمها: المدرج الروماني وجدران الحمامات القديمة، وقد كتب عنها أرسطو أيضاً قلعة الحصى (سوسية)، والكرسي التي تعود أهميتها إلى أن السيد المسيح قد زارها ومكث فيها وجلس على الكرسي، وفي الكرسي مجمع للرهبان من أكبر المجمعات الكنسية في بلاد الشام، وفيها بقايا بيوت للرهبان وأفران ومعاصر للزيتون، ويعود بناء الكنيسة للقرن 5م، وتغطي أرضيتها الفسيفساء ودير قروح وبيت صيدا، والتي تردد عليها السيد المسيح، وفيها آثار وتحصينات قديمة وبيوت وقصر واسع مع لقى أثرية تعود معظمها للقرن 1م. وقال جبلاوي: الجولان تسمية مرادفة لمحافظة القنيطرة، وتعني بالآرامية (دائرة)، وهي الأرض العشبية، ولغوياً بمعنى التجوال.
ولموقع الجولان الجغرافي المتوسط أهمية كبيرة جعلته منطقة عبور القوافل والجيوش والشعوب، ومسرح صراع دائم على مر العصور.
عُرف عن سكان الجولان مقاومتهم للاحتلال الأجنبي الطامع، وقد جرت على أرضها عدة معارك هامة أثناء الاحتلال الفرنسي ومازال من بقي في الأرض المحتلة يقاوم العدو الصهيوني، ويرفض قبول الهوية الإسرائيلية.
وأشار المحاضر إلى حرب تشرين التحريرية التي تم فيها تحرير القنيطرة /المدينة الشهيدة/ التي دكها الصهاينة قبل انسحابهم حجراً أثر حجر، وقاموا بسلب ونهب الكنوز الأثرية والأوابد التاريخية الموجودة هناك. وقد أدانت هيئة الأمم المتحدة إسرائيل وحملتها مسؤولية تدمير القنيطرة، واعتبرته خرقاً لاتفاقية جنيف.
وختم الباحث بسام جبلاوي محاضرته قائلاً: ستبقى القنيطرة ناقوساً يدق في ذاكرة العالم مذكرة إياه بما فعل الصهاينة بها، وسيبقى شعبنا العربي في جولاننا المحتل رمزاً للصمود و الكفاح.

رفيده يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار