الوحدة:31-10-2024
افتتح ملتقى الأديب “حنا مينة” للإبداع الروائي في دار الأسد للثقافة برعاية السيدة وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات، بمشاركة عدد من الأدباء والمشرفين والمهتمين بالشأن الأدبي وبمناسبة مرور مائة عام على ولادة الأديب السوري حنا مينة ولمدة يومين.
وقد صرحّ الأستاذ مجد صارم مدير الثقافة باللاذقية أن هذا الملتقى هو حالة مستمرة لتكريس الأدب والفكر والاحتفاء بأحد أعلام محافظة اللاذقية، مشيراً إلى حرص مديرية الثقافة في كل عام أن يكون هناك جانب جديد يضاء عليه لدى الكاتب حنا مينة، وأن يكون هناك مشاركات واسعة من الأدباء والمفكرين من محافظة اللاذقية لتقديم رؤى وأفكار أوسع حول أدب وفكر هذا الأديب الكبير.
شارك في اليوم الأول د. عيسى درويش، الذي تناول السيرة الذاتية لحنا مينة من خلال رواياته وتحدث عن نشأته واتجاهاته الأدبية والفكرية من خلال تسليط الضوء على روايتيه (المصابيح الزرق والياطر)…
كما شاركت في اليوم الأول القاصة والباحثة نور نديم عمران التي قدمت محاضرة بعنوان (حنا مينة قاصاً) الأبنوسة البيضاء نموذجاً، وقد صرحت عمران لجريدة الوحدة: لقد تقصدت البحث في هذا الجانب الإبداعي عند مينة لندرة الدراسات والأبحاث التي اشتغلت على ذلك، بالرغم أن حنا مينة ذاته لم يهتم بتجربته القصصية إلاّ أنني وجدت فيها ما يستحق الكثير من البحث والاهتمام، وركزت على نماذج من قصص “الأبنوسة البيضاء” التي تتجه جميعها إلى انتهاكات المادة للذات الإنسانية حيث يتناول فيها ما يتردد في مجتمعه من بطش بالقيم والمثل، ويعاين أثر الخراب في النفس البشرية ويهتم بوقع الحدث على الشخصية أكثر من اهتمامه بالحدث ذاته، ويهرب في الخيال لخلق أحداث أفضل بتأثيرها على الشخصيات وعلى سيرورة الحكاية. مؤكدة أن مينة تعامل مع الموضوعات المطروحة بجرأة تنطلق من رؤية واضحة وتكشف الواقع من دون أن تحاول تجميله لجعله أفضل..
كما نوّهت عمران أن هذه القصص تسرد حكاية وجع وتؤدي وظيفتها المعرفية والجمالية معاً، فتصير أشبه بصرخة احتجاج وكأن القاص ينطلق من النقص لا من الاكتمال من الهزائم الاجتماعية والإنسانية، ويظهر تشاؤمه من الواقع العربي، ثم جمعت السمات الأساسية التي اشتركت فيها قصص الكاتب وقيمتها من خلال عرض ختامي موجز ..
وفي ختام اليوم الأول تم فتح باب الحوار والنقاش للضيوف ليقدموا مداخلاتهم التي أغنت اللقاء وزادت من التفاعل بين الحضور.
رهام حبيب