في حضرة الكاتب والمترجم الراحل حسن صقر

الوحدة : 13-2-2024

كلنا أموات وحدهم المبدعون خالدون، فهم وحدهم ومن خلال إبداعاتهم باقون بما يتركون من آثار قيّمة تفيد منها الأجيال جيلاً بعد جيل. فكم أخذت هذه الإبداعات من الوقت والجهد جسدياً وفكرياً، إلا أنها كانت تمنحهم السعادة فتتغلغل في أرواحهم وقلوبهم وهم سعداء بقدر ما ترسم هذه الإبداعات البسمة على وجوه قارئيها، برحيله خسرت الثقافة أحد أبرز قاماتها وأعلامها البارزين، بهذه المقدمة استهل مدير الثقافة باللاذقية الأستاذ مجد صارم حفل تأبين الكاتب والمترجم حسن صقر بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته، وذلك في قاعة الأنشطة بدار الأسد، في مادتنا الآتية نقتطف بعضاً مما ورد في الحفل التأبيني الذي قدمه الأستاذ سمير محلا، والبداية مع رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية الأستاذ ممدوح لايقة الذي قال: الراحل قامة سامقة، وعلم في ميدان الكلمة، مجرب خبير استحق أن يشار إليه بالبنان في كل مضمار خاض فيه، له تلامذته في حقل التربية والتعليم، وله مريدوه في عالم الفكر والأدب، وكان يسعى إلى تحقيق الإنسان الكلي المتحرر من القهر والاستلاب فهو منتم حتى العظم إلى قضايا الناس بجرأة ودراية وصدق ونبل لا يداخله شك أو تأويل، ما يعزينا هو ما رفد به المكتبة العربية من نفيس الترجمات ومحكم الروايات وما ضمنها من رفيع الأهداف ونبيل الغايات إخلاصاً لرسالة الإبداع.
أما الدكتور صلاح صالح فقد تحدث عن مناقب الراحل وقصصه بقوله: كان أستاذاً وقاصاً وروائياً ومترجماً ومثقفاً شاملاً فهو يتجلى حياً في نصوصه التي أنتجها. واستعرض بعض قصصه شارحاً مثل (الضحك) التي تتسم بالسخرية الرمادية الضاربة نحو السواد أيضاً (الوجه الآخر للسقوط) و (امرأة قرب التمثال) و(البحث عن الظلام) وهي الرواية الأكثر التصاقاً بالذات الجوانية العميقة للكاتب، وتجربة نصية قاسية في سياق التخييل الذاتي الذي تبدى مكتملاً في نصه الأخير (دفاتر العزلة).
وسرد اللواء غازي أبو عقل ذكرياته مع الراحل منذ أيام الدراسة /1943/ في مدرسة التجهيز (جول جمال) قائلاً: كانت مرحلة مميزة قائمة على تنافس الأفكار والمعلومات، شهدت اتفاقاً على أمور واختلافاً على غيرها تحت هيمنة المؤنسة المتبادلة وكان حديثه يمنح من ثقافته العميقة ومعرفته بتيارات الفكر المعاصر.
وتحدثت الأديبة نور نديم عمران عن معرفتها بالراحل صقر واللقاءات معه على قدرات الفكر والروح إذ وجدته: لطيف الكلام رفيق الحضور مؤمناً بأن إيقاظ ما هو إنساني في الإنسان يشكل الهدف الحقيقي لكل إبداع كما تحدثت عن إبداعاته خاصة سيرته الذاتية (دفاتر العزلة)، وهي موضوعها للبحث العلمي لنيل درجة الدكتوراه وقالت: حسن صقر في حواره مع الزمن وجدته مسكوناً بالكفاح متضامناً مع إنسانه الذي سعى من أجل قيامته من قبور الاستغلال رجلاً عاش في الظل بعيداً عن أضواء الإعلام ليخبرنا أننا: إن لم نتذوق مرارة العيش فلن نستطيع أن نعكس إشراقة الحياة في كتاب.
كما شارك الدكتور نذير جعفر بكلمة وصّف فيها الراحل قائلاً: وجدت فيه معلماً وأستاذاً لي، وأحببت أدبه وكتبت عنه (في الموقف الأدبي وفي كتابي عوالم سردية) الرحمة لروحه ونحن سنبقى الأوفياء له ولسورية ولكل من يقاتل من أجلها.
ختام التأبين كان كلمة شقيق الراحل: الأستاذ إبراهيم صقر الذي شكر الجميع على المشاركة في حفل التأبين وقال: لقد ترك الفقيد الغالي فراغاً بين عائلته ومحبيه لكن العزاء أن اسمه تخلد في إنجازاته الكبيرة في مجال الرواية وفي الترجمات الفلسفية في اللغتين الإنجليزية والألمانية، كان الفقيد متميزاً دائماً وقادراً على ترك تأثير واضح في الأنشطة التي يشارك فيها وكان شغوفاً بالأدبين الروسي والألماني ويتميز بالإصرار والعزيمة والذاكرة الصلبة وكان إنساناً بكل ما يحمل هذا الوصف من معنى.

رفيده يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار