يشدّني الحنين

الوحدة :15-1-2024

يشدّني الحنين لأبنائي وأحفادي، مثل قاع يسحب الأمواج من أعلى ويبدّد الملوحة كقصائد سكرى، وعاشقان يحيكان بكلامهما العذب مؤامرة على شاعر غزليّ، و.. ربّما يهمسان لآدم في وادي الماضي السحيق.

من بعيد مركب يغمس ريشته في الماء ويكتب وصيّة تقول: حاجات الأغنياء تنبت في خصوبة الفقر، ولا شيء سواه، إلى أن نعانق من العين لونها، دون أن ننسى المشاهد المزدحمة تحت الجلد.

يشدّني الحنين، والحنين مفكك كشظايا العروش المبعثرة في المتاحف، أو شلال يجرجر الماء إلى أسفل، وبجواره عشّاق يقرؤون مسألة حسابية تنشقّ فيهما الشّمس وتنفتح إلى أفق ممدود مثل شريان الوتين.

يشدّني الحنين إلى ذلك السؤال: هل سيجيء الرّبيع وقد مرّغته ليال الشتاء؟

يشدّني الحنين مثل رؤوس جبال بعيدة تنحني ثم تدنو من مسافر تائه، أو كصبح يملأ فجوات الطريق المعتمة.

يشدّني الحنين إلى دفء يصنع قهوة الصباح.

يشدّني الحنين مثل مساء يأتي لأوّل مرة مع ساعات الفجر.. مثل جبل من الجداول مغطّى برداء الفصول.

يشدّني الحنين وأنا زهرة من شمع وقطعة من أرصفة المدينة، وما زلت أشعر أنني أحمل سيفاً من عشب أخضر.

إلى الآن ومازلت أجدّل حبلاً يشدّني للحنين..

وهل من لقاء؟ّ!

 

سمير عوض

تصفح المزيد..
آخر الأخبار