الوحدة: ١٢-١-٢٠٢٤
يبدو أن صعوبة الأحوال بشكل عام بدأ يتلمّسها الجميع، وقد أخذت بعض العادات الريفية الراقية تغزو أحياء المدينة الكبيرة، فتضع لمسة من المشاعر النبيلة والإحساس بالغير على أطراف ذلك التجمّع.
في حي الزقزقانية، المنطقة التي تضمّ شريحة واسعة من سكّان القرى البعيدة، ومن المحافظات الأخرى وكذلك طلاب الجامعات، وتحديداً عبر مخبز الزقزقانية الخاص، والذي يوطّن به نحو ٢٠٠٠ بطاقة عائلية من أهالي الحي وخارجه طمعاً بجودة رغيفه ولذّة نكهته الخاصّة، حيث يتم من خلاله ممارسة أرقى أنواع الإنسانية، فبين الحين والآخر، يتم الإعلان عبر مختار الحي بتوزيع المخصّصات بشكل مجاني، وفوق كوّاته يتم تدوين عبارة بالمعنى العريض فحواها (اليوم توزيع الخبز مجاني عن روح المرحوم أو المرحومة .. )، كما تم لحظ عنوان آخر (اليوم الخبز مجاني تحت عبارة فاعل خير، أو على نية الشفاء)، وبغضّ النظر عن القيمة الأخلاقية والإنسانية لهذه التصرفات، فهي تنمّ عن الشعور بأن مساعدة الآخرين ولو بهذه الّلفتة الكريمة (حالياً) يعتبر واجباً أخلاقياً لمن يستطيع، على مبدأ بحصة بتسند جرّة، وهذا العمل يؤكّد بالمطلق بأن بذرة الخير لا زالت تضيء مكاناً مهمّاً في ضمير الكثيرين، لكن هي بحاجة لفرصة معيّنة أو أرضية مناسبة، أصبح يشعل فتيلها الفرح والمرض والموت وكذلك الصدقة عن الأرواح.
فهل تنتقل هذه التصرّفات الإنسانية بالعدوى، وتنسحب على باقي أرجاء البلاد والعباد، فتعود لتؤكّد الأصالة والعيش المشترك لأبناء الوطن.
سليمان حسين
تصفح المزيد..