أمطار الخير الموسمية.. أنعشت الزراعة وعززت المناسيب المائية

الوحدة – سليمان حسين

جاءت الأمطار الأخيرة التي هطلت ومازالت، بلسماً حقيقياً لجميع المزروعات سواءً أكانت أشجار مُثمرة، أم زراعات حقلية، وكذلك مصادر لمياه الشرب والري، حيث تُعتبر الفترة الماضية من الصيف وكذلك الخريف ألماً حقيقياً، عانت منه الأراضي الزراعية نظراً لشح الأمطار والمخازين المائية والسطحية.
لكنّ اليوم وبعد عدّة منخفضات جوّية، أنعم الله على عباده بزخات مطرية وضعت حمولتها على المنطقة، كانت كفيلة بإنعاش أراضٍ دخلت مرحلة الموت عطشاً، فعزٌزت المناسيب نوعاً ما، وتحرّكت الكثير من السواقي المطرية، والينابيع السطحية، وبدأت المزروعات الحقلية الموسمية تستنشق الحياة بعد عُسرٍ طويل.
وفرة زراعية
وهذه الحالة أيضاً ستنعكس حُكماً على حياة المواطن من حيث الشعور بالأمان لجانب مياه الشرب وعمليات الري التي ستساهم في وفرت  الخضراوات الحقلية، وتلبية الاحتياجات الأُسرية بأسعار منخفضة.
ولعل الأكثر أهمية على المستوى الاقتصادي الأوسع شأناً، عودة الروح إلى زراعات المساحات الكبيرة كالقمح والقطن والشعير وغيرهم من المحاصيل والسِلل التي تتطلّب وارداً مائياً لاكتمال دورة النمو الخاص بها عند تقديم السماد.
مناسيب واعدة
أمّا ظهور المسطحات المائية والسواقي مُبكّراً ما هو إلّا دليل خير على المنطقة ككل، لأن الكميات التي سجّلتها الأرصاد الجوية تُعتبر مبشّرة قياساً بمناسيب العام الفائت، ونحن ضمن الربع الأول من الشتاء، وبالتالي قد تكون الفرصة مواتية لتعويض ما افتقدته الطبيعة من حرمان جراء انحباس العام الماضي ودخول الأوضاع بشكل عام مرحلة حرجة، لكن القائمين على الوضع المائي المحلّي كان لهم دوراً محورياً في تأمين حاجة المواطن من مياه الشرب، وطمأنة المزارعين عبر تقديم عدّة ريّات إسعافية لمواسم الحمضيات، ضمن جداول مدروسة بعناية للتجمعات المهمّة من مساحات الحمضيات سلّة مزارعي الساحل.
استبشار الخير
أمّا هذه الطيور التي تستبيح تلك الجداول، فهي تُعلن عودة الروح إلى الطبيعة، تستبشر كل الخير للقادمات من الأيام، فتكسُر عناد فترة عصيبة من الانحباس، عسى الأيام المقبلة تغسل ما فعلته الحرائق، فتضمّد جِراح ما خسرته الجبال والهضاب من بساط أخضر واسع.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار