في جلسة مجلس الأمن : تأكيد دولي على سيادة سوريا ووحدتها ودعوات لرفع العقوبات ووقف الاعتداءات الإسرائيلية

الوحدة – هدى سلوم

أكد نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن زيارة وفد مجلس الأمن إلى سوريا تشكل دليلاً واضحاً على احترام المجلس لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، مشدداً على ضرورة الحفاظ على سوريا دولة موحدة، الأمر الذي يستدعي استمرار الحوار الفعال بين جميع الأطياف.
وأوضح بوليانسكي أن الأفعال الإسرائيلية تنتهك سيادة سوريا والقانون الدولي، داعياً إسرائيل إلى التوقف عن هذه التصرفات، والالتزام بقرار فضّ الاشتباك لعام 1974، والانسحاب من كامل الأراضي التي توغلت فيها.
من جهتها، أكدت مندوبة الدانمارك لدى الأمم المتحدة كريستينا ماركوس لاسن أن العلاقة بين الأمم المتحدة والشعب السوري دخلت فصلاً جديداً، مشيرة إلى العمل على تعزيز هذه العلاقة عقب زيارة وفد مجلس الأمن إلى دمشق، لافتة إلى أن الحكومة السورية حققت العديد من الإنجازات خلال الفترة الماضية.
بدورها، قالت مندوبة اليونان لدى الأمم المتحدة أغلايا بالتا إن الزيارة التاريخية الأولى لوفد مجلس الأمن إلى سوريا منذ تأسيسه أرسلت رسالة دعم قوية لسوريا، مؤكدة أن طريق تعافي البلاد يتطلب دعماً دولياً متواصلاً، ومشيرة إلى أن اليونان قدمت إسهامات مالية في هذا الإطار دعماً للشعب السوري.
وفي السياق ذاته، شدد نائب مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة عثمان جادون على أن رفع العقوبات عن سوريا وتوجيه الاستثمارات إليها يُعدان خطوتين أساسيتين على طريق التنمية المستدامة وإعادة الإعمار، مؤكداً أنه رغم جهود سوريا لتحقيق السلام والاستقرار، فإن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة تهدد ذلك، مطالباً إسرائيل باحترام قرار فضّ الاشتباك لعام 1974.
من جانبه، قال نائب مندوب بنما لدى الأمم المتحدة ريكاردو موسكوسو إن سوريا اليوم تبدأ بكتابة صفحات جديدة من تاريخها، وقد فتحت أبوابها أمام العالم، معتبراً أن إعادة اندماج سوريا ورفع العقوبات عنها يتطلبان إرادة سياسية متجددة من المجتمع الدولي.
أما مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، فأكد أن سوريا دخلت فصلاً جديداً يتسم بالأمل والحرية والازدهار، وأن زيارة مجلس الأمن إلى دمشق وجهت رسالة تضامن قوية مع سوريا وشعبها. وأشار إلى أن تجاوز العنف لا يمكن أن يتحقق إلا عبر المصالحة والعدالة الانتقالية، مع ضرورة الحفاظ على إرث سوريا الغني بالتنوع وتعزيزه.
وأكد بن جامع أن إسرائيل ما زالت تشكل مصدراً لزعزعة الاستقرار في سوريا، مديناً عملياتها المتواصلة التي تُعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، بما فيها التوغلات والهجمات الأخيرة على قرية بيت جن.
من جهته، قال نائب مندوب كوريا الجنوبية الدائم لدى الأمم المتحدة سانغ جين كيم إن بلاده تشيد بتعاون سوريا مع المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة، ومن بينها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، داعياً إلى استمرار الاستجابة الدولية لمواجهة التحديات الإنسانية في سوريا، وحثّ الدول كافة على تقديم إسهامات لتحقيق التعافي المبكر.
بدوره، أعرب مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة جيروم بونافون عن جاهزية بلاده لمساعدة سوريا في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أهمية استمرار الدعم السياسي، وتعزيز الجهود الإنسانية والتنموية، ودعم إعادة الإعمار.
كما أكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ أن المجتمع الدولي بذل جهوداً كبيرة لدعم الاستقرار في سوريا، معرباً عن أمله في أن تستعيد البلاد عافيتها الاقتصادية، ومشدداً على أن الهجمات الإسرائيلية على سوريا مثيرة للقلق، داعياً إلى احترام وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها. وأكد استعداد الصين لمواصلة التعاون مع المجتمع الدولي للقيام بدور بنّاء في دعم السلام والاستقرار والأمن في سوريا.
وفي السياق نفسه، أعرب نائب مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي عن قلق بلاده إزاء استمرار الهجمات الإسرائيلية في سوريا وما تسببه من زعزعة للاستقرار، مشيراً إلى سماع رسالة واضحة من السوريين لبناء بلد أكثر أمناً واستقراراً، ومعبّراً عن الترحيب بتنامي العلاقة بين الأمم المتحدة وسوريا.
كما أكد مندوب سلوفينيا الدائم لدى الأمم المتحدة صامويل زبوغار أن سوريا يجب أن تكون مركزاً للاستقرار في المنطقة، وهو ما يتطلب دعماً من دول الجوار والمجتمع الدولي.
وفي ختام الجلسة، قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي إن سوريا تفخر بأن صوت المجتمع المدني وصوت المرأة السورية بات مسموعاً في سوريا الجديدة، مؤكداً أن بيانات دول مجلس الأمن أظهرت وحدة الموقف الدولي في دعم سوريا على طريق البناء والمستقبل.
وأوضح علبي أنه مع لحظة تحرير دمشق تم الإعلان عن طي صفحة الاستبداد، والحفاظ على مؤسسات الدولة، والعزم على بناء دولة القانون وتحقيق التنمية والازدهار. وأشار إلى أنه على الصعيد السياسي تم تجنّب الفوضى، وإطلاق عملية سياسية بقيادة سورية لمرحلة انتقالية مسؤولة ومنظمة، فيما شهد المسار الأمني إعادة هيكلة وزارة الداخلية والانطلاق نحو تأسيس جيش احترافي وحصر السلاح بيد الدولة.
وأضاف أن جميع الوزارات والمؤسسات في سوريا الجديدة تعمل كخلية نحل لتحسين الواقع المعيشي والخدمي لكافة السوريين، مؤكداً أن سوريا الجديدة تقوم على سيادة القانون والمساءلة، لا على الإفلات من العقاب.
وأشار علبي إلى أن سوريا شهدت خلال العام الفائت تطوراً ملموساً تمثل بعودة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ ومهجر إلى ديارهم، في مؤشر واضح على تحسّن الأوضاع الأمنية واستعادة الثقة بالدولة، مؤكداً أن الدبلوماسية السورية وجهود السوريين والسوريات أسهمت في طي صفحة العقوبات الأمريكية والأوروبية نهائياً.
كما لفت إلى أن سوريا، التزاماً بالأمن الإقليمي والدولي، وضعت حداً لآفة المخدرات التي غزا بها النظام البائد المنطقة، وفككت شبكات التهريب بالتعاون مع دول الجوار، وانضمت إلى التحالف الدولي ضد داعش، وواصلت التزامها بمكافحة الإرهاب، مؤكدة أنها لن تكون مصدراً لتهديد أي دولة.
وختم علبي بالقول إنه في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية والمجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، تواصل إسرائيل محاولاتها لزعزعة هذا الاستقرار، من خلال انتهاكها المتكرر لاتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، وضربها بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن عرض الحائط.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار