الوحدة:
أكدت مصادر أمنية مطلعة أن لقاءات أمنية سورية لبنانية أُجريت يوم أمس في العاصمة بيروت، قادها المسؤول الأمني في سوريا العميد عبد الرحمن الدباغ، ضمن تنسيق أمني مشترك رفيع المستوى مع السلطات اللبنانية.
وكشفت المصادر أن الزيارة تهدف إلى متابعة ملفات شخصيات سورية مقيمة في لبنان، يُشتبه بتورطها في أنشطة أمنية وتحريضية تسهم في زعزعة الاستقرار الداخلي في سوريا، وإثارة التوترات، وفتح ملفات خلافية تمس الأمن العام في البلدين.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن هذا التحرك يأتي ضمن اتفاق وتعاون سوري–لبناني حديث، يقوم على تبادل المعلومات، ومراقبة التحركات التي تسيء للعلاقات الثنائية وتهدد أمن البلدين، والعمل على تنقية المشهد السياسي والأمني بين البلدين من إرث الفوضى والتوظيف المتبادل الذي ساد خلال سنوات الأزمة.
وقرأت أوساط مطلعة أن ما يميز هذا اللقاء هو “الحضور العلني المتعمّد”، وتمرير رسالة مباشرة بأن مرحلة التساهل مع العبث الأمني عبر الحدود قد انتهت، حيث جلس الوفد السوري بعد انتهاء الاجتماعات الرسمية في إحدى المقاهي المعروفة التي يرتادها سوريون مقيمون في بيروت، بعضهم محسوب على خصوم الدولة السورية الجديدة.
ضبط العلاقة السورية–اللبنانية على أسس سيادية، ومنع استخدام الأراضي اللبنانية كمنصة للإضرار بالأمن السوري أو العكس، وتحصين لبنان من تداعيات الصراعات الإقليمية المفتوحة، كانت من أهم الأهداف التي ارتكز عليها هذا التنسيق واللقاء.
هذه المعلومات التي تم تمريرها، وفقاً للمصادر، تؤكد أن الدولة السورية الجديدة تسير وفق عقلية الشراكة الإقليمية لا الصراع، وتضع خطوطاً حمراء لكل من يراهن على الفوضى أو يظن أن العيش خارج الحدود سيمنحه حصانة دائمة.