الوحدة – سليمان حسين
بعد أن دخلت سوريا مرحلة جديدة من الانتعاش على جميع الأصعدة، ولا سيما المجال الاقتصادي الرحب، بدأت تخطو خطوات سريعة نحو الاندماج مع المجتمعات الأخرى، لتثبت وجودها على الخريطة العالمية، خاصة في المجال الاقتصادي الذي يُعد النواة الحقيقية لجذب الرساميل العالمية نحو البنية المالية الواسعة.
وقد تم فعلياً إعادة ربط المصارف والبنوك السورية بنظام SWIFT، ويُعتبر ذلك إنجازاً على مستوى الخدمات المالية العالمية، ويساهم في إعادة انتعاش القطاع المصرفي والمالي في سوريا. ويُعد هذا الإجراء أحد الإنجازات التي تُحسب للجهود السورية، ومن ورائها منظومة فاعلة تعمل خلف الأضواء لإعادة رسم الطريق الصحيح لقطاعات الاقتصاد السوري المتعددة.
وكذلك يقف خلفها، العملاء الماليون الذين يديرون منظومة واسعة من التعاملات المالية والتجارية الخاصة بالاستيراد والتصدير بعد حصار دام لسنوات عديدة. لذا كان لا بدّ من إعادة مكانة سوريا بين الأنظمة المالية، أسوة ببقية البلدان التي تواكب تبادل رسائل المعاملات بين البنوك العالمية، إذ يُوفّر شبكة متكاملة وآمنة للبنوك والمؤسسات المالية العالمية، ويُتيح التعاون فيما بينها، ويُقدّم أحدث الوسائل العلمية في مجال ربط وتبادل الرسائل والمعلومات بين أسواق المال من خلال البنوك المرتبطة بهذا النظام العالمي. كما أن إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي تُعتبر خطوة كبيرة نحو إتاحة المعاملات المالية اللازمة لبدء إعادة الإعمار والنشاط الاقتصادي في كافة المجالات، بعيدًا عن التعاملات القائمة على النقد.
ويُعد هذا الإجراء المتقدم خطوة أساسية في طريق إزالة العوائق والتحديات المُكبّلة بقوانين وعقوبات هيمنت على الجسد الاقتصادي السوري. كما أنه بادرة حسن نية من قبل المجتمع الدولي، جاءت نتيجة لسياسة الانفتاح السوري على العالم الخارجي التي عملت عليها كثيرًا للوصول إلى أفضل النتائج في زمن قياسي.