تحرّك عجلة تحضير المؤن تحت غطاء الزيادة الأخيرة

الوحدة – سليمان حسين

هذا العام قد تتمكّن الإدارات العامة للمنازل من خوض غمار تحضير المؤن المعتادة، حيث بدأت ملامح هذه العادة تظهر جلياً من خلال عدد من المواد الغذائية التي أخذت بالنضوج، وهي عديدة ومفيدة للأبدان الواقعة تحت سطوة الطقس، وعدم القدرة على التحرّك الكيفي خلال الشتاء، الفصل الغني بالمواسم الشتوية الخضراء من أبناء البيوت المحمية.

وبالعودة إلى المواد التي تسعى الغالبية لتحضيرها،
يُعد المكدوس في الدرجة الأولى من حيث شعبيته الواسعة سيكون تحضيره أسهل من ذي قبل من الناحية المادية، خصوصاً أن المادة الرئيسية التي تدخل في تصنيعه هي الجوز المتوفّر جداً بفضل انفتاح أسواق محافظة إدلب الغنية بتلك المادة، وبأسعار مناسبة جداً، أمّا الباذنجان، فتترنّح أسعاره بين عامّة الخضار المقبولة، علماً أن عملية تحضير المكدوس في السابق كانت تُعتبر مغامرة مؤلمة بالنسبة للكثيرين من أصحاب الجيوب الخاوية.

كما ظهرت ملامح المادّة الأهم وهي الملوخية، فهي متوفّرة بشكل واسع وبأسعار مقبولة جداً، غير أن الكثير من تُجار هذه المادة باتوا بقدّمونها للزبائن جاهزة، وأخذت نصيبها من التجفيف، وبالتالي يضمنون سلامة بعض الربح المادي.

أمّا بالنسبة للفليفلة فقد بدأت ألوانها الحمراء تظهر في الأسواق، منذ عدّة أيام بأسعار ليست مناسبة، لكنها تنازلت عن أرقامها سريعاً نظراً لتزايد المعروض فاستقرّ سعرها مؤخراً على ٢٠٠٠ ل.س، علماً أنّ هذه المادة الغذائية يتم تحضيرها بطُرق عديدة، والحديث يطول كثيراً عن المؤن التي بدأت العائلات السورية تمارس طقوسها بكل حرفية وإتفان، غير أن تحضير هذه المؤن ما كان ليتم لولا صُدور الزيادة المُجزية التي قدّمتها الحكومة للعاملين بالدولة، باستثناء بعض المستريحين مادياً، حيث أعطت هذه المكرمة دافعاً  قوياً لإعادة تغيير نمط الانكماش على الجيوب، نحو عقد ونصف من الزمن، كانت وقتها الأسواق والمناطق السورية واقعة تحت وطأة الإغلاق القسري والحروب المتنقّلة، التي تركت آثارها الكارثية على كامل الجغرافيا السورية.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار