الوحدة – ياسمين شعبان
تشكل زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى موسكو محطة هامة في مسار العلاقات الثنائية بين الدولتين، حيث تمثل هذه الزيارة تصحيحاً حقيقياً لمسار العلاقات في مجالات السياسة والاقتصاد والدبلوماسية. وفي هذا السياق، أوضح أستاذ القانون الدولي في جامعة اللاذقية د بسام أحمد أن هذه الخطوة ليست مجرد لقاء روتيني، بل هي وقفة استراتيجية لمراجعة وتقييم العلاقات بين البلدين بما يتوافق مع القوانين الدولية.
وأضاف: لا شك أن روسيا دولة مؤثرة في العلاقات الدولية باعتبارها إحدى الدول العظمى، وتأثيرها الدولي والإقليمي، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، واضح للعيان. وعلاقتها بسوريا كانت متميزة منذ استقلال سورية عام 1947 حتى الوقت الراهن.
وأشار د. أحمد إلى أن الدولة السورية حالياً تتبع سياسة هدفها تأمين الاستقرار الداخلي والإقليمي، من خلال تسوية كل المسائل موضوع الاهتمام المشترك عن طريق المفاوضات والدبلوماسية الوقائية. وفي السياق ذاته تهدف السياسة السورية إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي من خلال تفعيل جميع الاتفاقيات والتفاهمات مع الدول الأخرى وفق المصالح المشتركة. ويأتي في مقدمة هذه الدول روسيا التي تشكل محوراً هاماً للحفاظ على السلم والأمن الدولي والإقليمي، وعلى استقرار الأوضاع في سوريا، باعتبارها ترتبط باتفاقيات ذات طابع استراتيجي عسكري يتجسد من خلال قواعدها العسكرية، وهذه بحاجة إلى إعادة التفاوض بشأنها بما يضمن السيادة السورية مع الحفاظ على علاقات طيبة ومتينة مع روسيا.
وتطرق د. بسام إلى اتفاقيات القمح والنفط والفوسفات التي تحتاج جميعها لمراجعة وإعادة التفاوض للوصول إلى تفاهمات تحفظ التكافؤ بالالتزامات المتبادلة وتفعيلها، بالإضافة إلى مسألة الديون المترتبة على سوريا.
ونوه د. أحمد إلى أن الحكومة السورية، رغم الصعوبات والضغوط الإقليمية والدولية، تبذل قصارى جهدها من أجل صيانة مصالح سوريا السياسية والاقتصادية مع تأكيد دورها الحيادي من الأحداث والتحالفات والتكتلات الدولية بما يضمن سيادتها على أراضيها وحقها في التنمية والازدهار وفق مبدأ المساواة في الحقوق لجميع الدول.
وختم دكتور أحمد حديثه بالقول: على اعتبار أن روسيا كانت وما تزال لها مصالح بالغة الأهمية في منطقة الشرق الأوسط ، وهي من أكثر الدول إلماماً بالوضع السوري بسبب تشابك المصالح، فنأمل أن تأخذ بعين الاعتبار حقوق الدولة والشعب السوري في سيادته على موارده وثرواته الطبيعية في وقت هو بأمس الحاجة للنهوض.