إبراهيم داؤد.. فنان القصب السوري الذي يعيد الحياة للحرف اليدوية الأصيلة

الوحدة- ديما محمد

في قرية الشيخ بدر الهادئة بريف طرطوس، تتجلى قصة عشقٍ فريدٍ يرويها إبراهيم داؤد الحرفي السوري الذي اختار القصب ليحوله من مادة طبيعية بسيطة إلى قطع فنية تنبض بالجمال والابتكار، يعيد داؤد بذلك الحياة إلى واحدة من أقدم الحرف اليدوية التي يمتد تاريخها لقرون طويلة.

القصب.. جسر يربط بين الماضي والحاضر:
فن القصب ليس مجرد حرفة تقليدية، بل هو سجل حضاري يروي قصص الشعوب ويعكس ثقافاتها وتطورها عبر العصور، بدأ إبراهيم داؤد رحلته الغوص في أعماق التاريخ، مستلهماً تصاميمه من ثقافات متنوعة زارها بروحه قبل جسده، مثل الجزائر والمغرب والصين وتايلاند، ليمزج بين الأصالة والحداثة بأسلوب فريد يصعب إيجاد مثيل له.

مدارس فنية متعددة وهوية واحدة:
لم يقتصر دور داؤد على التقليد، بل كان مبدعاً بحق، حيث يضفي على كل تصميم يبدعه بصمته الخاصة، تتجلى هذه البصمة في مداخل المطاعم، وقطع الأثاث المنزلية، والديكورات الداخلية والخارجية، لوحاته المصنوعة من القصب ليست مجرد زينة، بل هي حكايات تحكي قصة المكان وتمنح الناظر شعوراً بدفء الخشب وروح الطبيعة.

“أنا أعمل، إذاً أنا موجود”.. فلسفة إبداع:
بهذه العبارة يلخص الحرفي إبراهيم داؤد فلسفته في الحياة، العمل بالنسبة له يتجاوز كونه وسيلة للعيش، إنه فعل وجود ووسيلة للتعبير عن الذات، يتعامل مع كل قطعة يصنعها بعناية فائقة وكأنها مشروعه الأبدي، يصب فيها صبره وحنكته ليجعلها تحاكي الفن الراقي وتنافس الصناعات العالمية.

بين الحرفة والرسالة الوطنية:
ما يميز إبراهيم داؤد لا يقتصر على جودة أعماله، بل يتجلى أيضاً في إيمانه العميق بأن الحرف اليدوية كنزٌ يجب الحفاظ عليه، ومصدر فخر وطني لا يقل أهمية عن أي منتج عصري. لقد أصبح اليوم سفيراً لفن القصب، وينقل من خلال أعماله صورة مشرقة عن التراث السوري إلى كل من يشاهدها، سواء داخل سوريا أو خارجها.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار